ابتسم،
وقال: أنا لا أتهرب.. ولكن تلك الذكريات المريرة التي كنت فيها بعيدا عن الإسلام
من الصعب اجترارها.
قلت:
فحدثني عنها.
قال:
لقد شاء الله أن أدرس مقارنة الأديان، وكان الهدف منها أن أتعرف على الأديان السماوية
وغير السماوية من أجل ممارسة التنصير بعلم وخبرة ومنهجية، لكن الله أراد شيئاً
آخر، فقد درست الأديان السماوية وهي معروفة، كما درست غير السماوية وهي البوذية
والهندوسية وعبادة النار والشمس والشيطان والأصنام.
وخلال
مرحلة الدراسة كانت تتكشف أمامي الحقائق عن الإسلام أولا ًبأول، وبدأ تكويني
الديني يتشكل وأفكاري تتغير وتتداخل.
وفي إحدى
مراحل الدراسة أيقنت أن الإسلام هو الدين الصحيح، فكنت حينما أسمع الأذان أتوقف عن
إلقاء المحاضرة احتراماً للنداء الإلهي، وحينئذ أصبحت شخصاً بوجهين، وجه يرى أن
الإسلام الدين الحق، وأن الله واحد لا شريك له، ووجه يغالط نفسه ويواصل انخراطه في
الأعمال الكنسية والتمتع بأموالها الطائلة.
ولما بدا
تعاطفي مع الإسلام اجتمع مجالس القساوسة والرهبان والكاردينالات، واجتمع رأيهم على
أنني أميل للإسلام.. وهنا مارس مجلس الكنائس ضغوطاً كثيرة عليَّ، ولما فشل قرر
إيقافي عن العمل بالكنيسة، وصدر قرار من الكنائس بأن الجنون قد أصابني، قلت لهم:
إنني لست مجنوناً، فأنا أخاف الله الواحد ربي وربكم ورب محمد وعيسى، إنني أخاف من
عذاب الله، إنني أخاف من الله، وعلمت بعد ذلك أن تقرير الأطباء أثبت أنني لست
مجنوناً، ولكنني أتطلع إلى اعتناق الإسلام.
قلت:
لقد وصلت في الكنيسة إلى درجة كاردينال، كما احتل والدكم هذا المنصب.. فماذا يعني
هذا المنصب.. وما وظيفته في الكنيسة؟