الغريب عنه،
فقال: هذا الرجل من كبار أحبار اليهود، وهو من ذرية يوسف الصديق عليه السلام، وكان
اسمه الحصين، فغيره النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وكان عالم أهل الكتاب، وكان إسلامه في اليوم الذي دخل فيه
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم دار
أبي أيوب أول ما قدم[1].
وقد حدث
عن نفسه بخبر إسلامه، فقال: لما سمعت برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وعرفت صفته واسمه وهيئته وزمانه
الذي كنا نتوكف له[2]، فكنت مسرا بذلك صامتا عليه حتى
قدم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
المدينة فلما قدم نزل بقباء في بني عمرو بن عوف، فأقبل رجل حتى أخبر بقدومه، وأنا
في رأس نخلة لي أعمل فيها، وعمتي خالدة بنت الحارث تحتي جالسة.
فلما سمعت
الخبر بقدوم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كبرت، فقالت عمتي حين سمعت تكبيري: (لو كنت سمعت بموسى بن
عمران ما زدت )، فقلت لها: (أي عمة وهو، الله أخو موسى بن عمران، وعلى دينه، بعث
بما بعث به)
ثم قالت:
( يا ابن أخي، أهو النبي الذي كنا نخبر أنه يبعث مع نفس الساعة؟)، فقلت لها: (نعم)، قالت: (قذاك إذا)
قال:
فخرجت إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
فلما تبينت وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب، فكان أول شئ سمعته يقول: (افشوا السلام،
وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام)[3]
وقد أخبر
أنس عن السر الذي جعله يقبل على الإسلام، فقال: سمع عبد الله بن سلام بقدوم النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فأتى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: إني سألك عن خلال لا يعملهن
إلا نبي: ما أول أشراط الساعة، وما أول طعام أهل الجنة؟ وما بال الولد ينزع إلى
أبيه أو إلى أمه؟