responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 18

)، فقال: (أو غير ذلك؟) قلت: (هو ذاك)، قال: (فأعني على نفسك بكثرة السجود)[1]

وذكرت قول أنس، وهو يبين الأثر العظيم الذي أحدثه غياب رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.. لقد قال: (لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم المدينة أضاء منها كل شيء فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء ولما نفضنا عن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم الأيدي وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا)[2]

^^^

لم يخطر على بالي أولئك المحبين في تلك اللحظات اللذيذة فقط.. فقد كانوا بعضا من آلاف.. بل من عشرات الآلاف.. بل من ملايين المسلمين عبر أجيال المسلمين الطويلة..

كلهم كانوا على قلب رجل واحد يمتلئون محبة وتعظيما لرسول الله.. يجتمعون به وبحبه وبالشوق إليه، ويفترقون على ذلك.

وكانت المعاني النبيلة التي أشرقت عليهم من شمس محمد a تملؤهم بالسعادة والسكينة.. وتحول قلوبهم إلى قلب رجل واحد، فهم إخوة في الله، لهم شمس واحدة يستنيرون بنورها، ويستدفئون بدفئها.

لكن مرارة الحسرة عادت، فكدرت ذلك الشوق اللذيذ..

لقد اختلط ذلك الشوق اللذيذ لتلك الأجيال السامية بحسرة وألم على أجيالنا التي امتلأت قلوبها بالأهواء، فراحت تبحث في القمامات والمزابل والمستنقعات عن حب تملأ به قلوبها، فلم تجد في المزابل إلا الجرذان والخنافس.

^^^

التفت الغريب، فرآني، فقام من مجلسه، ودعاني أن أدخل عليه.


[1] رواه أبو داود والترمذي.

[2] رواه الترمذي.

اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست