قال: لله في كل اسم من أسمائه الحسنى عبودية تليق
به.. والكامل هو الذي نظر إلى كل اسم من أسماء الله، فبحث عن أسرار العبودية
المرتبطة به.
قلت: اضرب لي مثالا يوضح هذا.. فإني أكاد أفهمه.
قال: أرأيت لو أن شخصا آتاه الله قدرات عجيبة، فهو
فقيه طبيب فلكي مهندس.. وفوق ذلك هو مصارع قوي، ووجيه له من الوجاهة ما يجعل الخلق
يبادرون لرغباته ، فلا يرفضون له طلبا، ولا يردون له شفاعة.. ومع كل هذا كان قريبا
منك محبا لك.. وكان مع ذلك كله كريما خدوما يحب أن تسأله وتتعلم على يديه، وتستشفع
به.
قلت: أراه كنزي الذي منه أنهل.. وبه أستعز ، وعلى
يديه أتعلم، بل وبه تبرأ عللي ، وترفع أسقامي.
قال: فأنت تلاحظ كل وصف فيه ، ثم تستفيد منه بقدر
طاقتك.
قلت: لا شك في ذلك.. وكلهم يفعله.. فمن الغباء عدم
استثمار الطاقات.
قال: فنزه ربك عن التشبيه.. ثم ارم بجنود هذا المثال
على ما ذكرت من شبه، ولا أراك يصعب عليك تطبيقه.