السياحي يوجد في قصورهم)، ثم قلت له: منذ متى وأنت تشتغل مرشدا سياحيا في هذ القصر؟
قال: مرشد سياحي!؟.. ما معنى هذ الكلمة.. ما بك؟ ألا تعرفني؟
قلت: هذه أول مرة أتشرف بلقائك فيها.
قال: كيف؟ ألم نلتق أمس؟
قلت ـ وكأني أريد تقليد أسلوب المعلم في الكلام ـ: بلى .. لقد التقينا في عالم الذر، يوم{ أَلَسْتُ بِرَبِّكُم}(لأعراف: 172)
قال: لا، بل الأمس القريب.
قلت: لا.. لا أذكر ذلك.
قال: ألم أخبرك أني مرشد في مدائن الغنى للباحثين عن كنوز الفقراء؟
تذكرت ذلك الفقير الذي حزنت له، فقلت: أنت أنت!؟ ولكن وجهك وقوامك وحديثك ولباسك..
قاطعني، وقال: ألا زلت تنظر إلى أكفان الإنسان، ذلك قناعي، ألا يلبس قومك أقنعة تنكرية؟
قلت: أجل، وهم يلهون بذلك ويلعبون.. ولكن أي قناع تنكري هو لك: أهذا الذي أراه امامي، أم ذلك الذي رأيته أمس؟
قال: كل ما تراه أقنعة.. أما الحقيقة، ففوق ذلك كله.
لم أفهم ما قال، ولكني طلبت منه أن نبدأ في جمع جواهر هذا القصر