responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 259

فلذلك نصحوا بدل الغرق في أودية الأماني أن يتوجهوا إلى المعطي والمتفضل، فمن أعطى أولا يعطي آخرا، ومن أعطى لفلان لا يعجز عن العطاء لفلان.

قلت: فهذا إذن أكبر علاج للحسد الذي يقع من الفقراء للأغنياء.

قال: بل هو أكبر علاج لأمراض الطبقية الاجتماعية، فالطبقية ليست محصورة في الغنى والفقر.

ثم سكت هنيهة وقال: ليت بخلكم كان قاصرا على المال.

قلت: وهل هناك بخل أعظم من بخل المال؟

قال: نعم بخلكم بالابتسامة والبشر، فإنها وإن لم تشبع بطن الفقير، فإنها تطمئن قلبه، وتخرجه من الكوابيس التي يعيشها، ألم تسمع قوله a:( تبسمك في وجه أخيك صدقة )[1]

قلت: صدقت، فإن معاناة الفقير النفسية أخطر من معاناته المادية.

قال: فلذلك إن لم تطيقوا علاج جوعه، فعالجوا نفسه.

قلت: والكمال في استعمال كلا العلاجين.

خطر على بالي حينها ما ذكره الشعراء في آداب المضيف من خدمته لأضيافه وإظهار بسط الوجه لهم، فقلت: يا معلم لقد قال الشعراء في هذا كلاما جميلا، فهل أجزت لي ذكره؟


[1] ) البخاري في الأدب والترمذي وابن حبان.

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 259
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست