responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 247

قلت: ولكن القلب لا يأكل ولا يشرب، ولا تعتريه العوارض.

قال: بلى .. إنه يأكل ويشرب.. يأكل الحكمة ويشرب العلم.. لينبت شجرة الإيمان التي قال الله تعالى فيها:{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}(ابراهيم:24)

قلت: وكيف آكل تلك الكلمات، وكيف أشربها؟

قال: بأن تتعلم ما فيها من حقائق الحكمة، فلا يمكن لأشعة جوهرة ( لا أمل فيهم ) أن تنزل على صدرك لتحققك بحقائق الاستعفاف إلا إذا علمت ما فيها.

قلت: وما فيها؟

قلت: فيها الترياق الذي يرفع أملك عن الخلائق.

قلت: لماذا أرفع أملي من الخلائق؟

قال: لترفع يدك عنهم، فإن يدك لا تمتد إلا لمن تطمع فيه..

قلت: فلنفرض أني قطعت أملي من الخلائق؟

قال: تلك أول خطوة تحققك بالاضطرار، ألم تسمع الحق تعالى وهو يقول:{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ}(النمل:62)؟

قلت: أتحققي بالاضطرار نعمة؟

قال: من أكبر نعم الله عليك أن لا تحتاج إلا إليه، وأن لا تمد أعناق همتك

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست