responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 115

فتزعم لي بأن الاقتصاد خلق من أخلاق الله.

قال: ما قلت ذلك، فلا نسمي الله إلا بما سمى به نفسه.

قلت: فقد قال:{ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ }(السجدة: 5)، ولم يقل:( يقتصد)

قال: ومع ذلك فهو يحب المقتصدين، ويبغض المسرفين، فإن لم تقصد التشبه به، فتشبه بما يحبه.

قلت: كيف يحب المقتصدين؟

قال: ألم تسمع إلى الحق تعالى، وهو يقول:{ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}(الأنعام: 141)، وهو يحض على تناول نعمه من غير إسراف، قال تعالى:{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}(لأعراف:31)

وقد يأخذ الإسراف أسماء أخرى، كلها لا يحبها الله، ولا يحب أهلها، قال تعالى:{ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}(البقرة:190)، فالمعتدي قد تجاوز حد الاعتدال إلى الظلم، فصار مسرفا، ولذلك تقوم الحروب بسبب الإسراف.

والإسراف نوع خطير من الفساد لا يحبه الله، قال تعالى:{ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ}(البقرة:205)

قلت: وقد أخبر تعالى بأن المبذرين إخوان الشياطين، فقال:{ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست