الذي اهتممت له، وحزنت عليه، واعترضت
على حكمة الحكيم ورحمة الرحيم بسببه، لتستخرج من أعماقه ( كنوز الفقراء )
قلت: لا طاقة لي بالتجول في أعماق
الناس.
قال: دعك من هذا، فالقدرة منه لا
منك، والأمر بيده لا بيدك.
ثم التفت إلي، وقال: لا تنس قلمك، فسننطلق
من أعماق ذلك الفقير الذي حزنت له لنسطر رسالة من رسائل السلام، تمسح الحزن عن
آلام الفقراء، وتدلهم على الكنوز التي يدفنونها بأوهامهم وأحزانهم واعتراضهم.
^^^
لم يكن أمامي إلا الخضوع لأمره،
لكني قلت له من غير أن أشعر: هل نستقل سيارة للوصول إليه، أو نبحث في دفاتر
المعدمين عليه؟ فإني رأيته ولكني لا أعرفه.
قال: أغمض عينيك، وافتحهما لتراه أمامك،
أو لترى نفسك أمامه، فقد قال الحق تعالى:{
قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ
يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ }(النمل: 40)
ما إن فتحت عيني بعد إغماضها حتى
رأيته، لست أدري، هل أتى به إلي، أم حملني إليه!؟