اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 66
بالأمل
حينما رأيت أن هذه الثورة شملت كافة فئات الشعب وشارك فيها حتى الوليد الصغير الذي
ردد الشعارات ومصاصته في فمه.. حينما رأيت أن الأمر لم يقتصر على شريحة اجتماعية
واحدة بل شمل كافة الفئات وتخطى ذلك أيضا، شعرت بالأمل لأنني عرفت أن هذا الأمر
ليس من طاقة البشر، فمثل هذا الأمر لا يتسنى لقيادة ما أو قوة ذاتية، إنها قضية إلهية،
إنها قدرة الله تبارك وتعالى الذي وجه الأمور بالطاقة الخاصة، وجعل كافة فئات
الشعب تتكلم بلسان واحد وتتحرك نحو هدف واحد وتردد شعارا واحدا.. لما رأيت كل ذلك
شعرت بالأمل)[1]
وربما
تكون البداية التي انطلق فيها اختبار الإمام الخميني للشعب الإيراني هي تلك الأيام
التي بدأ فيها بنشر بياناته وفتاواه قبل ما يقارب سبع عشر سنة من انتصار الثورة
الإسلامية؛ فمنذ ذلك الحين، وطيلة تلك الفترة كانت جماهير الشعب الإيراني تلبي كل
ما يطلبه، وتؤديه أحسن أداء، وقد جعله ذلك يصعد من طلباته إلى أن حقق النصر
النهائي على الاستبداد، ثم حقق النصر بعده على قوى الاستكبار العالمي.
ولو
لم يكن لتلك الجماهير تلك الاستجابة النادرة، أو لم يكن للإمام الخميني ذلك اليقين
بقدرات شعبه على التضحية ما استطاع كلاهما تحقيق النصر.
ولهذا
نرى أن ما ورد في الرواية عن الإمام الكاظم من النبوءة الغيبية المرتبطة بإيران،
ليس له من مصداق تاريخي أقرب مما حصل بين الخميني وشعبه؛ فقد جاء في الرواية: (رجل
من قم، يدعو الناس إلى الحق، يجتمع معه قوم قلوبهم كزبر الحديد، لا تزلهم الرياح
العواصف، لا يملون من الحرب ولا يجبنون، وعلى الله يتوكلون والعاقبة للمتقين)[2]