اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 50
وقد
أشار الإمام الخامنئي إلى هذه الصفة وأهميتها في خطبة مهمة عن الإمام الخميني،
وكيف أدار الثورة الإسلامية الإيرانية، وقادها للنجاح، وذلك في كلمة له في الذكرى
السادسة والعشرين لرحيل الإمام الخميني، في 4 نيسان 2015، وذلك في ضريحه بحضور
حشود ضخمة من المحبين والزائرين[1].
وقد
بدأ كلمته بالتحذير مما سماه [تحريف الإمام الخميني]، وهو التحريف الذي لم يمارسه
الأعداء فقط، وإنما مارسه الأصدقاء أيضا بسبب عدم فهمهم لجوهر حركته، وكيفية
إدارته لها.
وقد
ذكر بعض وجوه ذلك التحريف، فقال: (لا ينبغي النظر إلى الإمام الخميني بصفته مجرد
شخصيّة تاريخيّة محترمة، وهذا ما يسعى إليه البعض، حيث يعتبر بعضهم الإمام شخصية
محترمة مرّت في تاريخ هذا البلد وكانت شخصيّة نشيطة نافعة في يوم من الأيام، وها
هو قد فارق هذه الجماهير وارتحل عنها وانقضت أيامه! فما علينا والحال هذه إلا أن
نحترم هذه الشخصية ونستذكرها بإجلال وإكبار ليس إلا؛ حيث يريد البعض أن يرى الإمام
هكذا ويُعرّفه بهذه الطريقة ويشيع هذا الانطباع في شأنه؛ هذا خطأ!)[2]
ثم
بين قيمة الإمام الخميني، وتجاوزه لهذه النظرة البسيطة؛ فقال: (إنّ الإمام هو
تجسيد عيني للحركة العظيمة التي أطلقها الشعب الإيراني ونقل بها تاريخه من حال إلى
حال، الإمام هو مؤسّس مدرسة فكرية وسياسية واجتماعية. لقد آمن الشعب الإيراني بهذه
المدرسة وهذا الطريق وهذه الخارطة، وتحرك ضمن مسارها؛ وإن مواصلة هذا الطريق رهنٌ
بالتعرف الصحيح إلى هذه الخارطة، ولا يتسنّى معرفة خارطة الطريق هذه إلا عبر معرفة
[1]
انظر نص الخطاب كاملا في: كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في الذكرى السادسة
والعشرين لرحيل الإمام الخميني، شبكة المعارف الإسلامية.