responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 38

استئناسا بي، في حين أن بقية الإخوة لم تسنح لهم مثل هذه الفرصة ليكونوا إلى جانب الوالد، أو أن هناك ظروفاً حالت دون هذه العلاقة الخاصة.. وعلى أي حال شعرتُ بأني لو تركتُ الوالد في مشهد لوحده ورجعت بعدها إلى قم فسيتحول الوالد إلى شخص عاطل وعاجز عن العمل، وبالطبع فإن هذه الحالة ستكون كارثة كبيرة بالنسبة له، وحادثة مريرة بالنسبة لي. هذا من جهة ومن جهة أخرى، إذا أردتُ أن أُساير الوالد وأترك دراستي في الحوزة العلمية، فهذا الإجراء هو الآخر كان مُضنياً ولا يطاق أبداً؛ لأني كنت أفضل الدراسة في قم، خاصة وقد قررت من قبل، أن أبقى وأسكن فيها إلى آخر عمري ولا أخرج منها أبداً) [1]

ثم ذكر كيف استعان ببعض العرفاء الذين دلوه على الطريق الذي استطاع أن يجمع به بين رغبته في دراسة العلم والعناية بوالده، فقال: (في يوم من الأيام كنت مكتئباً مضطرباً وقلقاً جداً، من أن آخذ الوالد إلى مشهد ثم أتركه هناك وأعود إلى قم، وهذا محرج وصعب بالنسبة لي، لهذا عرجتُ لمقابلة أحد الأصدقاء، حيث كان بيته في مفترق (حسن آباد) بطهران، قصدتُ الذهاب، والرجل كان من أهل المعرفة، والحكمة والحنكة ولمّا لاحظتُ بأن صدري قد ضاق من شدة الهمّ والغمّ، اتصلت به هاتفياً وقلت له: (هل بإمكاني أن أزورك خلال الأيام القليلة القادمة؟). قال: (نعم) فذهبتُ إليه في أحد أيام الصيف وشرحتُ له الموضوع وقلت بأني مضطرب ومشغول البال وكئيب، وسبب اضطرابي وكآبتي من جهة هو أنني لا أقدر أن أترك الوالد هكذا مكفوفاً، وهذا يؤلمني كثيراً. ومن جهة أخرى إذا أردتُ أن أُساير والدي، فعليَّ أن أترك ورائي دنياي وآخرتي وأذهب مع الوالد وأبقى إلى جانبه في مشهد.. تريّث صاحبي هنيهة ثم قال: (بإمكانك أن تقوم بعمل لوجه الله وهو أن تنزع حب


[1] المرجع السابق، ص43.

اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست