اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 353
إصلاحها،
والحيلولة دون وقوعها مرة أخرى بيد هؤلاء المنحرفين والفاسدين، فإن في إنقاذ
الجامعيين من الفساد والانحراف إنقاذاً للبلاد والشعب)[1]
وفي وصيته الإلهية قال: (إن من بين الأمور الخطيرة
والحساسة والمصيرية مسألة مراكز التربية والتعليم، ابتداءً من روضات الأطفال إلى
الكليات والجامعات، وها أنا أكرر التأكيد على هذه الحقيقة لأهميتها.. على شعبنا
المظلوم أن يعلم أن الضربة القاضية التي جعلت من البلاد رهينة بيد قوى الشر في
السنوات الخمسين المنصرمة قد سدّدت من داخل جامعاتنا، فلو أن مراكزنا التعليمية
احتوت على برامج إسلامية ووطنية، وصبت جهودها في مصالح البلاد وتعليم أبنائنا
وشبابنا وتهذيبهم، لما تم ابتلاع الوطن من قبل إنجلترا، والولايات المتحدة
والاتحاد السوفيتي، ولما فرضت علينا العقود المجحفة، ولما سرقت خيراتنا، ولما
استطاعت أسرة البهلوي وحاشيتها نهب أموال الشعب وإنفاقها في ملذاتها وشهواتها في
الداخل والخارج، ولو أن سلطاتنا الثلاث شُغلت بالطاقات المتخرجة من المراكز
العلمية ذات الطابع الديني، لكان يومنا هذا هو غيره اليوم. ولكن هيهات فقد كانت
المراكز العلمية تدار من قبل أشخاص هم في غالبهم من العملاء والمتأثرين بالشرق أو
الغرب، وكانوا ينفّذون ما يملى عليهم من المخططات والقرارات، وينفّذون رغبات
النظام الشاهنشاهي الجائر.. أما حالياً فقد تحررت الجامعات من قبضة المجرمين، فعلى
الشعب والحكومة الإسلامية أن تحول دون تغلغل العناصر الفاسدة والموالية للغرب أو
الشرق وإلى الأبد.. وصيتي ونصيحتي إلى شبابنا المحترم في المدارس والكليات
والجامعات أن يبادروا بأنفسهم إلى الوقوف بشجاعة كاملة بوجه الانحرافات ليضمنوا
استقلالهم وحرية بلدهم