اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 304
أما تجليات التحرر من العنف قبل
الانتصار، فقد ذكرنا سابقا موقف الإمام الخميني من الجيش وعدم حله له، وعدم دعوته
لضربه، ورفضه لكل الحركات المسلحة التي تستهدفه، أو تستعمل السلاح وسيلة لتحقيق
الانتصار.
وقد عبر الإمام الخميني عن هذه المعاني،
ووصف الثورة الإسلامية بها، فقال: (بحمد الله فإن ثورة إيران كانت افضل من جميع
الثورات. إنها ثورة بيضاء حقاً. الثورة البيضاء هذه وليست ثورته (الشاه) فالثورات
التي وقعت في بقية الدول، في الاتحاد السوفييتي، في فرنسا، كانت ثورات دموية ذهب
ضحيتها ملايين الناس، وحصل فيها تخريب كبير، والأسوأ من كل ذلك ما حصل في الاتحاد
السوفييتي)[1]
وهكذا ذكر عن نفسه تلك الطلبات التي
كانت تأتيه إبان كونه في النجف، وتدعوه لأن يفتي بالمواجهة المسلحة مع الجيش، لكنه
كان يرفض ذلك بشدة، لأنه كان يعلم نيات أصحاب تلك الطلبات، وكونهم لا علاقة لهم
بالثورة الإسلامية الحقيقية، يقول: (لا بد أن نرى ماذا تفعل هذه الفئات التي
انطلقت في هذا البلد وأخذت تمارس أعمالا تخريبية، وللأسف أن بعض الأشخاص لا يفهمون
هذه القضايا، فتجدهم أحيانا يؤيدوهم أو قد يقولون ما يستغلونه كتأييد لهم. انهم
يخدعون الجميع. فقد حاولوا خداعي. عندما كنت في النجف، جاءوا ليخدعوني. بعض هؤلاء
السادة الذين كانوا يدعون انهم إسلاميون جاؤوا إلى النجف، [احدهم] بقي بضعة
وعشرين يوما حتى سمحت له بأن يقول ما يريد، كان يتصور أنه يستطيع إغفالي.. لقد
استمعت لحديثهم لأرى ماذا يقولون. كل حديثهم كان من القرآن ونهج البلاغة.. لقد جاءوا
ليخدعوني، وأن أقوم بتأييدهم. ولم أتحدت عنهم، بل اكتفيت بالاستماع. وعلقت على
كلمة واحدة حين قال أحدهم: (أننا نريد القيام بانتفاضة