اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 303
الحسينية
التي تنطلق يوم عاشوراء، وتجوب الشوارع والأزقة.. لا تظنوا أننا نريد أن نحولها
إلى مسيرات، إنها في الحقيقة، مسيرات تحمل بعداً سياسياً. لذلك يجب الاهتمام بها
أكثر من السابق، فسرّ انتصارنا إنما هو هذه المواكب الحسينية، وهذا البكاء واللطم
والعزاء. فيجب أن تقام مجالس العزاء في جميع أنحاء البلاد، وعلينا جميعاً أن نعزي
الرسول الأعظم a،
وأن نبكي على ظلامة أهل بيته ولا سيما الحسين سيد الشهداء.. فهل تعرفون شيئاً في
العالم يستطيع أن يوجد الاتحاد والتنسيق أكثر من هذه المجالس؟ وهل تعرفون شعباً
يمتلك مثل هذا الوجه المشترك الجامع، ومثل هذا العامل الموجد للاتحاد؟ ومن الذي
أوجد عامل الاتحاد والتنسيق؟ إنه سيد الشهداء سبط الرسول الأعظم a)[1]
وهكذا
نجد الإمامين الخميني والخامنئي يحضرون أمثال هذه المجالس ويحيونها، ولكن بطريقة
شرعية حضارية بعيدة عن تلك الخرافات والدجل الذي حاول المحرفون أن يربطوه بهذه
المناسبات.
2 ـ الحركة الواعية والتحرر من
العنف:
الركن الثاني في الحركة الواعية عدم
استعمالها للعنف، ذلك أنه أكبر مشوه للثورات، وأكبر هادم لها، وقد سبق أن ذكرنا ما
قاله جودت سعيد في هذا المجال، وكيف اعتبر الثورة الإسلامية الإيرانية أنظف ثورة
في التاريخ، حتى أنه اعتبر حركة الإمام الخميني أكثر سلمية من حركة [المهاتما
غاندي] نفسه، والذي يوصف بأنه رمز اللاعنف.
وقد تجلى هذا التحرر في كل مراحل الثورة
قبل الانتصار وبعدها.