اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 279
في
العقود الأخيرة منه وبالأخص بعد انتصار الثورة الإسلامية، الحركة الإعلامية
الواسعة النطاق وذات الأبعاد المختلفة الهادفة لإشاعة اليأس والقنوط من الإسلام في
أوساط الشعوب، خاصة الشعب الإيراني المضحي، فتارة يصرّح هؤلاء بسذاجة بأنّ أحكام
الإسلام التي وضعت قبل ألف وأربعمائة عام لا يمكنها إدارة الدول في العصر الحاضر،
أو أن الإسلام دين رجعي يعارض كل معطيات التقدم والتمدن، أو أنه لا يمكن للدول في
العصر الحاضر اعتزال الحضارة العالمية القائمة ومظاهرها، إلى غير ذلك من أمثال هذه
الدعايات البلهاء.. وتارة أخرى يعمدون ـ بخبث وشيطنة ـ إلى التظاهر بالدفاع عن
قدسية الإسلام، فيقولون: بأنّ الإسلام وسائر الأديان الإلهية تهتمُّ بالمعنويات
وتهذيب النفوس، وتحذر من طلب المقامات الدنيوية، وتدعو إلى ترك الدنيا والاشتغال
بالعبادات والأذكار والأدعية التي تقرب الإنسان من الله، وتبعده عن الدنيا، وأن
الحكومة والسياسة وإدارة الأمور تتعارض كلها مع ذلك الهدف وتلك الغاية المعنوية
السامية، وهي أمور يُراد بها بناء الدنيا، الأمر المغاير لسيرة جميع الأنبياء
العظام.. ومما يؤسف له فإنّ الجهد الإعلامي المبذول بالاتجاه الثاني ترك أثره على
بعض علماء الدين والمتدينين الجاهلين بالإسلام، إلى حد جعلهم يعتبرون التدخل في
الحكومة والسياسة معصية وفسقاً، ولعل البعض لازال إلى الآن يرى الأمر كذلك، وهي
الطامة الكبرى التي ابتلي بها الإسلام)[1]
ثم
أخذ يرد على هذه المقولات وما يرتبط بها واحدا واحدا، فقال: (للرد على الفريق
الأول لابد من القول بأنهم إما أن يكونوا جاهلين بالحكومة والقانون والسياسة، أو
أنهم يتجاهلون ذلك مغرضين، فتطبيق القوانين على أساس القسط والعدل، والوقوف بوجه
الظالمين والحكومات الجائرة، وبسط العدالة الفردية والاجتماعية، ومحاربة الفساد