اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 278
يجردها من القدرة على الحوار العقلي الهادئ.
2. إثبات تهافت النظام الوضعي
لم
يكن إسقاط الشاه والنظام الملكي أهم منجزات الثورة الإسلامية الإيرانية، ذلك أن
الكثير من الثورات التي أسقطت أنظمة ملكية واستبدلتها بأخرى جمهورية، لم يتغير شيء
في حياة شعوبها، سوى في إتاحة التداول على السلطة، وتوفير المزيد من اللصوص
والمستبدين الجدد.
ولذلك
كان الإنجاز الأكبر للثورة الإسلامية ليس مرتبطا بالجمهورية، وإنما بكون الجمهورية
إسلامية، وذلك أول وأكبر إنجاز تاريخي لم يحصل مثله من قبل.
ذلك
أن هذا الاسم الجديد [الجمهورية الإسلامية] أنتج نظام حكم فريد في التاريخ استطاع
أن يجمع بين الإسلام وقيمه وعدالته، وبين توفير الفرصة للشعب لاختيار حكامه
وقادته.
ولهذا
نرى قادة الثورة الإسلامية سواء من تولوا الجانب السياسي، أو من اقتصرت مهمتهم على
الجانب الفكري والعلمي يستعملون كل وسائل الإقناع بصلاحية هذا النظام، وفي نفس
الوقت يقومون بالرد على المخالفين والمناوئين له.
وبما
أنا ذكرنا في الجزء السابق الأدلة الكثيرة على ذلك، فسنكتفي هنا بنموذج من ردود
الإمام الخميني على المناوئين لهذا النظام، والذي ورد في الوصية الإلهية السياسية،
التي استعرض فيها جميع الأطروحات التي يعتمدها المناوئون للنظام الإسلامي سواء
كانوا من الإسلاميين أو من اليساريين وغيرهم، ثم فندها واحدا واحدا، بطريقة علمية
منهجية لا يمكن لأي صادق يقرؤها إلا ويقتنع بها.
وقد
بدأ الحديث عن المناوئين بعرض مقولاتهم وحصرها كما هي عادة الفلاسفة والمتكلمين،
فقال: (من المؤامرات الخطيرة التي ظهرت بوضوح في القرن الأخير خصوصاً
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 278