اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 261
في كتابه
(مهمة من أجل وطني) ويبدو أن عبارته تلك حذفت في الطبعات التالية، حيث قال: (لقد
رأى الحلفاء من الصلاح أن أكون في الحكم). فلو كان اعترض أحد علماء الدين وأحد
الساسة وجمع من المواطنين، اعترضوا بصوت واحد بأننا نرفض هذه الأسرة نظراً لما
فعلته بنا، لحدث أمر آخر)[1]
ثم
علق على هذا الخطأ الكبير بقوله: (هذا هو أحد الإهمالات في تاريخ إيران، فلو لم
يقع هذا الإهمال لتغيّر مسير تاريخ إيران وما كنا لنحتاج إلى هذا الكلام، وما كنت
أنا هنا ولا السادة، كلهم كانوا في بلادهم مشغولين بأعمالهم.. لقد ارتكب السياسيون
وعلماء الدين وسائر الطبقات هذا الخطأ الكبير وكانت النتيجة أن فرضوا علينا محمد
رضا! لقد شاهد الناس اعتداءات رضا شاه، وفرحوا بذهابه، وقد شاهدت بنفسي عندما هاجم
الأعداء (الحلفاء) إيران وتعرض كلّ شيء للخطر، وقد فرح الناس عندما سمعوا بإجلاء
رضا شاه، ومع ذلك فإن الحلفاء فرضوا محمد رضا على الناس!) [2]
ثم بين
كيفية تسلسل الأخطاء الكبرى بعد ذلك الإهمال واللامبالاة، ليبين من خلالها أن
الأخطاء يتولد بعضها من بعض، ولذلك على من يمارس دوره التغييري الاحتياط إزاء أي
موقف، حتى لا تتسبب الأخطاء التي قد تبدو بسيطة في هدم كل ما بناه، يقول معبرا عن
ذلك: (وقد وقعت أخطاء كثيرة منذ ذلك الوقت وحتى الآن، فمثلًا كان (قوام السلطنة)
يستطيع أن ينفّذ بعض الأعمال ولكنه لم يفعل ذلك لضعفه وغفلته! والأهم منه الدكتور
مصدق، إذ أنه كان يريد أن يخدم ولكنه اقترف بعض الأخطاء، وكان أحد أخطائه أنه
عندما تسنم الأمور لم يقض على الشاه، والحال أن الجيش وجميع القوى كانت آنذاك في
قبضته،