responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 246

الفصل الرابع

الثورة الإسلامية.. والأساليب الحكيمة

الركن الرابع من أركان انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، ومثلها انتصار أي ثورة، توفر الأساليب الحكيمة والخطط الدقيقة التي تيسر للثورة نجاحها في تحقيق أغراضها من غير أن تشوه صورتها، أو تتنازل عن مبادئها في سبيل ذلك.

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الركن في كل المواضع التي تبين الممارسات الدعوية للأنبياء عليهم السلام، وهي ممارسات تمزج بين الخطاب العقلي، والتأثير العاطفي، والتنظيم المحكم، والتخطيط الدقيق، وكل الأساليب والوسائل الممتلئة بالسلام والحكمة، والتي يجمعها جميعا قوله تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125]

ولعل أحسن أسوة تجتمع عنده كل تلك الأساليب الحكيمة هو رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم والذي لم يدع طريقة ولا منهجا ولا دربا يمكنه أن يحقق تلك الثورة التغييرية الكبرى إلا مارسه.

ولهذا نجد قادة الثورة الإسلامية يدعون كل حين إلى التأسي برسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، واعتباره ـ مثل سائر الأنبياء والأئمة عليهم السلام ـ نموذجا للحركة التغييرية، مثل اعتبارهم نموذجا لمطالبها.

ولهذا لم تقع الثورة الإسلامية فيما وقعت فيه الحركات الإسلامية التي تتبنى نفس مطالبها.. فلم تظهر في ثورة إيران ـ بقيادة الإمام الخميني ـ تلك الحركات المسلحة، ولا تلك الأحزاب التي تريد أن تصل إلى السلطة عبر الانتخابات، وإنما كان المنهج المتبع

اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 246
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست