اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 236
الثورة
عن مسارها، يقول: (وأوصي العلماء المحترمين لاسيما المراجع العظام أن لا يعتزلوا
قضايا المجتمع، خصوصاً عند انتخاب رئيس الجمهورية أو نواب المجلس، وأن لا يكونوا
غير مكترثين بهذه الأمور. فكلكم رأيتم والأجيال اللاحقة ستسمع بذلك كيف قام ممتهنو
السياسة من عملاء الشرق والغرب بعزل الروحانيين اللذين وضعوا الحجر الأساس للملكية
الدستورية بعد أن تحملوا المشاق والمعاناة، وكيف أن الروحانيين أيضا وقعوا في الفخ
الذي نصبه لهم ممتهنو السياسة فظنوا أن التدخل في أمور البلاد والمسلمين لا يليق
بمقامهم، فانسحبوا من الميدان تاركين إياه للمأسورين للغرب، الأمر الذي الحق
بالحركة الدستورية والدستور والبلاد والإسلام ما يحتاج جبره إلى زمن طويل)[1]
وهكذا
نرى الإمام الخامنئي يذكر كل حين بهذه المعاني، ويبين أن الحكومة الإسلامية هي
الحكومة القائمة على الأسس الأخلاقية، لا تلك التي يدعو إليها المتأثرون بالثقافة
الغربية، يقول في بعض خطبه: (لم
تكن السياسة هي العنصر الوحيد في بناء هذه الأمّة، بل كانت تمثّل قسماً من هذه
العمليّة. والقسم الأساس الآخر فيها كان يتركّز على بناء الأفراد ﴿هُوَ
الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ [الجمعة: 2]،
ومعنى ﴿ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾ [الجمعة: 2] أنّ الرسول a كان يعمل على تربية وتزكية القلوب
قلباً قلباً، كما كان يغذّي العقول عقلاً عقلاً، وذهناً ذهناً، بالحكمة والعلم
والمعرفة، ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ [الجمعة: 2]،
والحكمة أعلى درجة ومكانة. فلم يكن النبيّ a يعلّمهم
القوانين والأحكام فحسب، بل كان يعلّمهم الحكمة أيضاً، وكان يفتح عيونهم على حقائق
الوجود. وهكذا سار النبيّ a فيهم لمدّة عشر سنوات..
فمن ناحية كان اهتمامه منصبّاً على السياسة وإدارة الحكومة والدفاع عن كيان