اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 225
وللأسف
مع كون هذا المطلب كان واضحا في جميع خطابات وكتابات وبيانات قادة الثورة
الإسلامية إلا أن المغرضين راحوا يصورون الأمر، وكأنه لصوصية مارسها الإسلاميون
ليستحوذوا على الثورة التي قام بها غيرهم.
ونحب
أن نسوق هنا كلمة للإمام الخميني يبين فيها خصوصية الثورة الإسلامية من هذه
الزاوية، بل من زوايا كثيرة، وذلك بعد فترة قصيرة من تحقق الانتصار، وقد بدأ كلمته
بالدعوة لمطالعة تاريخ الثورات وأنواعها لتبين مدى تميز الثورة الإيرانية: (الثورات
التي حدثت وتحدث في العالم إما أن تقوم بها الشعوب أو تقوم بها الحكومات على شكل
انقلابات. وإن معظم الثورات كانت عبارة عن انقلاب. وربما قليلًا ما نجد بينها
ثورات لم تحركها الأحزاب والجماعات.. ولو بحثتم في كل الثورات التي حدثت، لن تجدوا
ثورة لها هاتان السمتان: الأولى إنها حدثت من قبل الشعب من دون تدخل الأحزاب
والفئات والجماعات السياسية وما إلى ذلك، والثانية هي أن تكون عقائدية وانطلاقاً
من عقائدية إلهية، لن تجدوا مثل الثورة الإيرانية في كل الثورات التي شهدها العالم)[1]
ثم
بين أن التوجه الإسلامي للثورة الإيرانية بدأ منذ انطلاقتها الأولى، وكل الشعارات
المرفوعة كانت تدل على ذلك، يقول: (كان للثورة الإيرانية ولا زال توجه إسلامي، وهو
أن كل إيران ـ التي هي مسلمة الا ما ندر ـ نهضت انطلاقاً من هذه الفكرة الإسلامية،
فقد شاهد الجميع، حينما شن الهجوم من قبل النظام الفاسد على الجماهير، أن كل
الجماهير بشيوخها وشبابها ونسائها ورجالها تقدموا بشعار (الله اكبر) وقارعوا
النظام الطاغوتي وطالبوا بنظام إسلامي.. لم يكونوا يريدون إسقاط حكومة طاغوتيه
ومناصرة حكومة طاغوتيه ثانية، أو مناصرة حزب سياسي، لم تكن مثل هذه المسائل إطلاقا،
بل كانت هذه الثورة تبعاً للفكرة