اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 221
المقتدرون
عودوا إلى أنفسكم فاعرفوها وعرّفوها للعالم وانبذوا بحكم الله تعالى والقرآن
المجيد الخلاف والفرقة التي أوجدها بينكم الناهبون الدوليون وعملاؤهم من أجل نهب
ثرواتكم وسحق شرفكم الإنساني والإسلامي، واطردوا المفرقين من المرتزقة المتزيين
بزي علماء الدين والعنصريين الذين لا علم لهم بالإسلام ولا بمصالح المسلمين الذين
لا يقلّ ضررهم عن ضرر الناهبين، فهؤلاء يعرضون الإسلام معكوساً ويفتحون الطريق
للغزاة) [1]
وفي
النداء نجد كلمة مهمة جدا، ربما تكون فيها أول إشارة إلى الحرب الناعمة التي ينوي
الغرب ممارستها مع المستضعفين، فقد قال فيها: (أودّ الإشارة إلى أمر حياتي يمثّل
الطريق إلى رفع كل مشكلات المسلمين والمستضعفين في العالم وهو أن مَن يفكّر قليلًا
في أوضاع الدول الإسلامية سيعلم بوضوح أن ما اتفقت عليه الدولتان العظميان والدول
السائرة في فلكيهما هو إبقاء دول العالم الثالث وخصوصاً الدول الإسلامية الواسعة
والغنيّة متأخرة في المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية
والعسكرية وفرض الأفكار الاستعمارية عليها في جميع المجالات السابقة، ولتحقيق هذا
الهدف المهم للغاية قد تحمّلوا كثيراً من المتاعب وصرفوا وما يزالون يصرفون الكثير
من الأموال والوقت. كان زعماء هذه المؤامرات في الزمن السابق بريطانيا وفرنسا،
وجاءت بعدهما أمريكا والاتحاد السوفياتي فبادرا للانقلابات العسكرية المتعددة
لتحقيق أهدافهما المشؤومة بإزاحة الأنظمة القائمة وإحلال أنظمة مرتبطة بهما ومن
المستبعد أن تحاول هاتان القوتان العظميان إزاحة المنافس عن طريقهما لأنهما قد
يئستا منه ولكن الخلاف بينهما حول تقسيم الفريسة ودول العالم الثالث، وقد استخدما
للحصول على السلطة الاستعمارية الجديدة الهجوم الثقافي