responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 220

المعظمة تجذب الزوّار الأعزّاء إلى أحضانها لتحوّل الحج من العزلة السياسية والانحراف الأساسي إلى الحج الإبراهيمي المحمّدي وتجدّد له الحياة وتحطّم أصنام الشرق والغرب وتفرض المعنى الحقيقي لقيام الناس والبراءة من المشركين، والميقات ينبض قلبه بهوى الزوّار الآتين من بلد اللا شرقيّة ولا غربيّة ليلبّوا دعوة الله في اتجاه الصراط المستقيم والإعراض عن فلسفات الشرق والغرب والانحرافات العنصرية والفئوية، وعلى كل الشعوب دون النظر إلى اللون والدين والمحيط والمنطقة أن تتعامل فيما بينها بالإخوة والمساواة وحمل الهموم وتثبيت الوحدة وأن يكونوا يداً واحدة في الهجوم على أعداء البشرية والمتجبرين ومستغلّي العالم، والجمرات تنتظر المضحّين القادمين من بلد أخرج شعبُهُ‌ الشجاع الشياطين الكبار والصغار والمتوسطين من وطنه دون أي خوف أو وجل وقطعَ أيديهم القذرة عن ذخائر وطنهم، وحضروا في هذا المكان ليرمُوا مجموعة الشياطين ويطردوها من (أمّ القرى) و(ما حولها)، أي من العالم بالحصيات والشعارات المحطمة، وعرفات والمشعر ومنى تستضيف أشخاصاً قد نهض شعبهم المسلم ليحقق عن وعي وشعور سياسي تطلعات الإسلام وآماله في بلده وفي سائر البلدان التي ترزح تحت الظلم، وتفضح المتلاعبين بالسياسة الزائفين الذين هجموا على مظلومي العالم واستولوا بالحيلة والمكر على كل ثرواتهم)[1]

وهكذا، ولأول مرة في التاريخ نقرأ نداء بمثل هذه القوة، يمثل الحج الإسلامي الحقيقي، ويعطيه أبعاده التي حاول المستبدون في كل العصور إزالتها عنه.

ولم يكتف النداء بتلك البراءة من المستكبرين، وإنما أضاف إليه الدعوة إلى البراءة من كل الأدوات السياسية والعلمية التي تخدم الاستكبار، يقول: (أيها المسلمون الأقوياء


[1] صحيفة الإمام، ج‌19، ص: 294.

اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست