اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 202
وتعالى
فسيقضي على المستعمرين. والآخر هو علماء المسلمين، فان كانوا أقوياء لا يستطيع
أولئك الاستغلال كما يحلو لهم. فالعلماء على صلة بجميع طبقات الشعب، وإذا كان بين
الشعب من يتمتع بالقدرة فهو من هؤلاء، ولذلك مهدوا لتحطيم هذين السدين بيد الشعب،
من خلال الدعاية التي قاموا بها منذ الأزمنة السابقة. فاذا ما حطموا هذين السدين
الخطيرين، فان ما عداهما من الأخطار يمكن التغلب عليها بسهولة)[1]
أما
مخططاتهم المرتبطة بالجانب الأول، فهي تحويل الإسلام من دين يتعلق بمظاهر الحياة
جميعا إلى دين مرتبط بالأحوال الشخصية فقط، مثلما هو الحال في المسيحية وغيرها من
الأديان، يقول: (أما فيما يتعلق بالإسلام، فقد أشاعوا أولا بان الإسلام رسالة ترتبط
بالدعاء وبعلاقة الناس بالخالق ولا شأن للإسلام بالحكومة ولا بالسياسة. وقد توسعوا
في هذه الدعاية إلى الحد الذي اعتقد كثير من العلماء قائلين: ما شأن عالم الدين
والسياسة؟ وما شأنه بالحكومة ونظام الحكم؟ فليذهب العالم إلى المسجد يصلي صلاته
ويدرّس دروسه ويعلّم الناس الآداب الشرعية) [2]
وسبب
ذلك ـ كما يذكر ـ هو أنهم (رأوا أن صلاة علماء الدين والصلاة في الإسلام لا تضرّ
بهم؛ فلا يكون لهم شأن بالنفط، وليصلوا ما شاءوا حتى يتعبوا. وليدرسوا وليناظروا
ما شاءوا، ولا شأن لهم بتنفيذ السياسة الاستعمارية هنا. وقد بالغوا في أسماع الناس
هذه الدعاية حتى اعتادوا عليها تقريباً. ولازال الاعتقاد بأنه ليس من شأن العلماء
التدخل بالسياسة وبحث وضع الحكومة وما يعمل هؤلاء الظلمة بالناس) [3]
ولم
يكتف المستكبرون بذلك ـ كما يذكر الإمام الخميني ـ وإنما راحوا يصورون