اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 196
حيثيته،
أن يستأصلوا تلك الثقافة. تماماً كما تفعل عدة من الجنود حينما تهجم على قلعة
محصنة، فهي تتعرض أولاً لقواعد القلعة، فتنهار الجدران بعد ذلك تلقائياً. فهم
يفعلون كلّ ما يقود إلى إضعاف جدران القلعة، ويمكن أن يبادروا إلى تنويم أهل
القلعة (استغفالهم)[1]
وهذا
ما فعلته الأسرة البهلوية، يقول: (وحين آل الأمر على أُسرة بهلوي، فقد ارتكبوا من
الفعال ما هو أسوأ بكثير مما ارتكب في العهد القاجاري. فأسرة بهلوي ضربت على قواعد
الثقافة الذاتية الخاصة للشعب وزلزلت أركانها، وأنشبت أظافر التخريب فيها، حتى حلت
الثقافة المستوردة بدلاً من الثقافة الخاصة، ونفذت في أغلب مرافق حياتنا وشؤونها..
كان شعبنا ملتزماً على طوال قرون الحضارة الإسلامية، برعاية الآداب في طبيعة
العلاقة بين المرأة والرجل.. لكنهم مارسوا كل الأساليب لتحطيمها.. لقد كانت مجالس
الأشراف وبلاطات الملوك والأمراء ومن يقع على شاكلتهم، هي وحدها التي تشهد مجالس
اللذة والطرب والفحشاء، حيث تمضي الليالي الحمراء حتى الصباح بهذه الخطايا.. لقد
سعى الأوروبيون ـ الذين لا تغلق باراتهم طوال الليل والنهار ـ أن يدفعوا مجتمعنا
صوب هذه العادات المشؤومة الفاسدة. حينما تعودون إلى تاريخ أوروبا، تجدونه مكتظا
دوماً وبجميع عهوده وسنيه وأشواط تمدنه بالفساد. وقد أرادوا أن يدفعوا بهذا النهج
إلى البلد، ففعلوا كلّ ما بمقدورهم أن يفعلوه)[2]
ثم
أشار إلى بعض الفضائح التي قام بها الملوك المستبدون في إيران، بغية تحطيم
المجتمع، وسلخه من هويته، فقال: (لكم أن تلاحظوا الآن مقدار الفضيحة التي تنطوي
عليها ممارسة ملك قام باستبدال الزي الوطني لشعبه مرَّة واحدة دفعةً! إذا ذهبتم
إلى أقصى نقاط
[1] حديث السيد القائد في لقائه مع العاملين في
أجهزة الاتصال الجامعي..
[2] حديث القائد في لقائه مع العاملين في أجهزة
الاتصال الجمعي ورؤساء مناطق التربية والتعليم. 21/5/1371..
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 196