اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 191
مثلما
يفعل الكثير من الطواغيت، فقال: (لقد جاء رضا خان أول الأمر بوجه إسلامي، فكان
يحضر مجالس العزاء في شهر محرم، وبعد أن قويت شوكته بدأ بممارسة الدور الذي أنيط
به وكانت أولى مهامه القضاء على علماء الدين، فالمدرسة الفيضية التي كانت كل غرفها
تغص بالطلبة آنذاك أصبح فيها طالبان أو ثلاثة، لم يكونوا يستطيعون البقاء في الغرف
نهاراً فكانوا يتوجهون قبل طلوع الشمس إلى الحدائق العامة بالمدينة ويرجعون في
أواخر الليل، لأن قوات الشرطة تأخذهم لتجريدهم من زيهم الديني.. أما بالنسبة
للجامعات، ونظراً إلى أنهم لم يكن بمقدورهم اتباع الأسلوب نفسه، فقد لجأوا للتعامل
معها عن طريق الدعايات، وتعليم المعلومات التي تخالف المنهج الصحيح، لعدم قدرتهم
على مهاجمتها بذلك الشكل. وكانت لديهم خطط استعمارية، إذ كانوا يعتقدون أن هاتين
القوتين (علماء الدين والجامعيين) إذا ما امتلكوا القدرة فإن من الممكن أن يلتحق
بهم سائر أبناء الشعب ولا يسمحون بتنفيذ الخطط، ومن هنا كانت أولى خططهم القضاء
على علماء الدين والجامعيين!) [1]
وهكذا
يذكر عن الشاه(محمد رضا) بأنه مارس نفس أساليب المستبدين قبله، فقال: (إنهم عطلوا
الطاقات الإنسانية في هذه البلاد وعملوا على تخلفها. وقد روي لي أن الشهادات التي
كانت تمنح لشبابنا الموجودين في أميركا وأوروبا في عهده، تختلف عن تلك التي
يمنحونها لطلبتهم! إنهم كانوا يمنحون الشهادات لشبابنا بسرعة (وإن لم يتعلموا
شيئاً)، بينما كانوا يدققون كثيراً بالنسبة لشبابهم. وربما قيل لي هذا مراراً!
فلماذا؟ لكي لا يسمحوا لنا بامتلاك تلك القوة، إنهم يخشون هذه القدرة كما هم يخشون
علماء الدين والجامعيين) [2]