اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 189
من
علمه التام بكل ما تقتضيه قيادته من علوم، ومن تلك المشاكل ما عبر عنها بقوله:
(إننا تحولنا إلى سوق لاستيراد البضائع الأميركية، وهذا يعني أن الحنطة والغلات
الأخرى التي كانت بكميات كبيرة لديهم وإذا لم يتم بيعها لابد من التخلص منها إما
بإحراقها أو إلقائها في البحر، كانوا يبيعونها لنا بأسعار باهظة ويستولوا على أموالنا)[1]
ومنها
ما عبر عنه بقوله: (والمشكلة الأخرى، أنها دفعت الفلاحين للهجرة من أنحاء إيران
إلى طهران والمدن الأخرى. فهذه الأحياء الفقيرة التي ترونها في اطراف طهران، والتي
تتكون من الأكواخ وبيوت الصفيح، كان أبناؤها يعملون في الزراعة. ولما تم تدمير
الزراعة، ترك هؤلاء أراضيهم على أمل أن يجدوا العيش الرغيد في المدن الكبرى. فكم
كانوا مغفلين.. إن هؤلاء المعدمين الذين يعيش كل عشرة منهم في جحر صغير، ولا أدري
هل رأيتم جحورهم أم لا؟ لقد رأيتها مرة أو أكثر في التلفزيون وهي تبعث على الأسف
لأنها ليست أكثر من جحر كان يخرج منه الأطفال والكبار. هؤلاء هم المزارعون الذين
أرادوا أن يجعلوا منهم أسيادا. لقد دمروا حياتهم بالكامل.. لقد قضوا على الزراعة
تحت شعار إننا نريد إلغاء الإقطاعية وتحويل الرعية إلى أسياد!) [2]
ثم
بين الإمكانات الزراعية لإيران عندما تجد حسن التسيير، فقال: (إن بلدنا من حيث
الزراعة كان بوسعه أن يحقق الاكتفاء الذاتي، بل ويصدر الفائض لأنه يمتلك أراضي
زراعية شاسعة وخصبة. فإذا وجدت زراعة صحيحة في هذا البلد، يمكن القول بأن أذربيجان
وحدها تكفي لتوفير احتياجات البلد، ويجب تصدير الفائض منها. والشيء نفسه يصدق على إقليم
خراسان) [3]