اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 142
كما
انتصروا هم رغم التعذيب والقتل والحرق والنفي الذي تعرضوا له؛ فقد انتصر الأنبياء
في هذا الطريق، طريق الإنسان، في حين أن أعداءهم أعداء الإنسانية من الطواغيت
والفراعنة، خسروا في هذا الميدان ليخسروا بذلك إنسانيتهم، وليسقطوا إلى مهاوي
الحيوانية والشيطانية، رغم كل الجاه والملك، ورغم جميع الانتصارات والمكاسب
المادية التي حققوها، لأنهم في الأصل لم يخطوا في هذا المسير، ولأنهم في الأصل
محجوبةٌ قلوبهم عن درك غير المادي والحيواني من الأمور)[1]
بناء
على هذا نحاول في هذا الفصل التعرف على المطالب الحقيقية للثورة الإسلامية الإيرانية،
ومن خلال تصريحات قادتها، لا من خلال المصادر الأجنبية التي راحت تطبق معاييرها
الذاتية على ثورة لم تفهمها، ولم تفهم أصولها ولا مصادرها.
ومعرفتنا
لهذه المطالب بدقة وموضوعية هو أكبر رد على أولئك الذين تصوروا أن علماء الدين
سرقوا الثورة من الشيوعيين أو غيرهم، فالثورة من بدايتها على يد الإمام الخميني،
وطيلة كل سنوات المحنة، كانت ثورة إسلامية، ذات شعارات إسلامية، ومطالب إسلامية.
وقد
رأينا من خلال استقراء مقولات إمامي الثورة الإسلامية الإمام الخميني، والإمام
الخامنئي، وغيرهما من قادة الثورة الإسلامية، أنه يمكن حصر مطالبها في أربعة
مطالب:
1 ـ
مواجهة التحريفات التي مست الدين من جوانبه المختلفة، وهي مقدمة أساسية لكل
المطالب التالية، ذلك أن الحاجز دون تحقيق الثورة بصيغتها الإسلامية هي تلك
التحريفات والمفاهيم الخاطئة المرتبطة بالدين، لذلك كان البدء بالتصحيح الديني
مقدمة لتحقيق سائر المطالب.