اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 113
الشعب
وتأييدهم، وبوسعهم القيام بأي عمل يريدون القيام به. والآن بعد أن شاهدوا هذا بأم
أعينهم، تضاعف خوفهم مئات المرات وشرعوا يتخبطون ويحاولون الإساءة إلى سمعتكم أمام
الناس كي ينفضوا عنكم، وليظهروكم بأنكم لم تكونوا شيئاً، والآن بعد أن أصبحت
السلطة في أيديكم لم يتغير فيكم شيء. فهدفهم أن يقولوا بأن رجال الدين لم يستطيعوا
يوما فعل شيء، والآن بعد أن أصبح كل شيء في أيديهم فإنهم أعجز من أن يفعلوا
شيئاً!! فإذا سرتم خطوة واحدة على المسار غير الصحيح حاولوا تضخيم الأمر مئات
المرات، وذكروا ذلك في وسائل إعلامهم وصحفهم في الخارج والداخل معاً)[1]
وفي
خطاب آخر له ذكر المخططات الاستعمارية الموجهة لعزل العلماء عن السياسة، حتى يتسنى
لهم تمرير كل مشاريعهم، فقال: (قامت الأيدي المشبوهة للمستعمرين من خلال أشخاص
ومجموعات نفذت إلى الفئات المختلفة للشعوب الإسلامية وقامت بتنفيذ برامج طيلة
سنوات طويلة. ومع الأسف فقد تم وقدّم ثماره الخبيثة إلى الشعوب. وهو أن علماء
الدين يجب أن يعزلوا في المساجد والحجرات والزوايا وكل همهم أن يذهب شيوخهم من
المنـزل إلى المسجد ومن المسجد إلى المنـزل، وأن يكونوا منفصلين عن المجتمع لا
يهمهم ما يجري فيه من أمور. حتى أن التدخل في الأمور الاجتماعية والسياسية للبلاد
كان عاراً يخالف عدالة ومنـزلة علماء الدين! وكان واجب علماء الدين الشبان هو
القعود في زوايا المدارس والغرف الرطبة والاقتصار على تحصيل العلوم، والعلوم التي
لا ترتبط بالمجتمع، ولا ترتبط بسياسة المجتمع. حتى أن لباس العسكرية كان من جملة
الأشياء التي لو أن رجل الدين لبسها لأخرجه عن العدالة! والتدخل في الأمور
السياسية كان قد روّج له أنه يخالف منـزلة علماء الدين؛ وفلان إذا كان سياسياً يجب
إخراجه من مجموعة علماء