اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 111
تحقيق
غاياتها، ففي خطاب له بتاريخ 21 شوال 1399 هـ قال موجها
خطابه للعلماء: (من الأشياء الأكثر أهمية، والتي تقع مسؤوليتها على عاتق علماء
الدين في تصوري، تتمثل في تحقيق مصداقية الجمهورية الإسلامية. لقد صوت الجميع في
الاستفتاء لصالح الجمهورية الإسلامية، فإذا تم التعامل داخل الجمهورية الإسلامية
بشكل مخالف للموازين ـ لا قدر الله ـ فإنه سيتم الطعن في مصداقيتها في الخارج،
لاسيما وأن أعداء الإسلام وأعداء علماء الدين كُثر، وهم يتربصون لأي خطأ أو عيب في
النظام الإسلامي، ويقومون بتضخيمه، حتى يبدو للناس أن النظام الإسلامي نظام شبيه
بالنظام الملكي السابق، وأنه دكتاتوري أكثر من النظام السابق)[1]
ثم
دعاهم إلى عدم الالتفات إلى أولئك الذين يدعون العلماء إلى اعتزال السياسة، فقال:
(نحن لدينا مشاكل داخل البلاد ومع الأجانب، وبين بعض الذين لا يروق لهم أن يتولى
رجال الدين بعض المسؤوليات ويطالبونهم بالتفرغ للمساجد والصلاة وأن يتركوا شؤون
الحكم لهم)[2]
وحكى
لهم عن نفسه، وأنه تعرض لمثل هذا عندما كان معتقلا، فقال: (لازلت أتذكر، بأنه
عندما تقرر اطلاق سراحي من السجن، جاءوا إلي وأخذوني إلى غرفة واسعة وفخمة، وهناك
رأيت رئيس جهاز الأمن آنذاك، حسن باكروان ـ الذي قتل فيما بعد ـ فبدأ يتكلم عن
السياسة ويصفها بأنها كذب وخداع وتضليل، وفي آخر المطاف قال: (إنها مهنة لعينة
دعوها لنا)، فقلت له: حسناً إنها لكم، فإذا كانت السياسة كما تقول فإنها لكم..
فذهبوا ونشروا في الصحف خبرا يقول: لقد توصلنا إلى تفاهم مع فلان من الناس على أن
لا يتدخل في