اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 96
هل كان المتوكل ناصرا
للسنة.. أم عدوا لها؟
من أهم الخلفاء
الذين يحبهم التيار السلفي خصوصا، وينتصر لهم، أبو الفضل جعفر المتوكل على الله بن
المعتصم بن هارون بن المهدي بن المنصور (205-247 هـ)، فهو لا يلقب عندهم فقط بلقب
المتوكل، وإنما يلقب أيضا بـ [ناصر السنة]، مع كونه ـ وباتفاق المؤرخين ـ كان أسوأ
نموذج مثّل جميع الانحرافات الأخلاقية، والجرائم الإنسانية، والإبادات الطائفية.
لكنهم لم
ينظروا إلى كل ذلك، واكتفوا بما فعله قبله قسطنطين الأول أو القديس قسطنطين، الذي
حكم الإمبراطورية اليونانية من 306 م إلى 337 م، واستطاع أن يفعل ما فعله المتوكل
بعده من تحريف للمسيحية، وتحويلها من دين إلهي ممتلئ بالتنزيه والعقلانية إلى دين
بشري ممتلئ بالتجسيم والخرافة، ولذلك نال هو الآخر لقبا لا يقل عن لقب [ناصر
السنة] الذي لقب به المتوكل؛ فالكنيسة الأرثوذكسية الشرقية تسميه إلى الآن [القديس
قسطنطين العظيم]، وتجعله في مرتبة واحدة مع رسل المسيح.
وهو نفس ما قام
به التيار السلفي من اعتباره المتوكل أحد الثلاثة الذين حفظوا الدين؛ فقد قال
بعضهم: (الخلفاء ثلاثة: أبو بكر الصديق في قتل أهل الردة، وعمر بن عبد العزيز في
رد المظالم، والمتوكل في إحياء السنة وإماتة التجهم)[1]
وقال آخر ناظما
ذلك شعرا:
وبعد، فإن السنة
اليوم أصبحت.. معزّزة حتى كأن لم تذلل
تصول وتسطو إذ
أقيم منارها.. وحط منار الإفك والزور من عل
وولّى أخو
الإبداع في الدين هاربًا.. إلى النار يهوى مدبرًا غير مقبل