اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 46
من يدعو بعودة
صلاح الدين الأيوبي، لأنه الوحيد الذي يتيح لهم تحقيق أحلامهم بإسرائيل الكبرى،
وقد قال بعضهم يشيد بالخدمات التي قدمها صلاح الدين لليهود في كتابه [الديانة
اليهودية وموقفها من غير اليهود]: (إن فضل صلاح الدين على الطوائف اليهودية أولا
فى مصر، ثم فى أجزاء أخرى من امبراطوريته التى ازدادت اتساعا، لا يرجع الى صفاته
الشخصية فى التسامح والاحسان والحكمة السياسية العميقة وحسب، بل يرجع أيضا إلى
صعوده للسلطة كقائد متمرد لجيوش مرتزقة حديثة العهد فى مصر، وبعدئذ كمغتصب لسلطة
الأسرة التى خدمها هو ووالده وعمه من قبل) [1]
ويقول: (من
المؤكد أن شخصية صلاح الدين، فى سياق الفترة التى عاش فيها، تستوجب الاحترام
العميق، ومع هذا الاحترام لا أنسى من جانبى أن الامتيازات التى منحها للطائفة
اليهودية فى مصر، واختياره لابن ميمون رئيسا لها قد أدت على الفور لاضطهادات دينية
حادة للخطاة اليهود على يد الحاخامات، مثلا، كان من المحظور على الكهنة اليهود
(الذين يفترض بأنهم ينحدرون من أصلاب الكهنة القدامى الذين خدموا الهيكل) ليس
الزواج من العاهرات وحسب، بل والمطلقات أيضا، وقد انتهك هذا الحظر الاخير، الذى
طالما سبب المشاكل، خلال فترة الفوضى فى عهد أواخر الحكام الفاطميين (حوالى 1130 – 1180) من جانب أولئك الكهنة الذين خلافا للشريعة الدينية اليهودية، تزوجوا من مطلقات يهوديات على يد قضاة فى
محاكم إسلامية، وقد أتاح التسامح الاكبر، الذى أبداه صلاح الدين تجاه اليهود عند
توليه الحكم لابن ميمون اصدار أوامر للمحاكم الحاخامية فى مصر لإلقاء القبض على
جميع اليهود، الذين تزوجوا زيجات محظورة كهذه، وجلدهم حتى
[1]
كتاب الديانة اليهودية وموقفها من غير اليهود، شاحاك, إسرائيل، ترجمة وتحقيق: حسن
خضر، سينا للنشر، 1994، ص99.
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 46