اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 32
ذلك من أحفاده
من الطالبان في تدمير تماثيل بوذا في باميان في العام 2000) [1]
وما ذكره الباحث
صحيح بالنسبة للذين يستعملون معايير واحدة في مناقشة القضايا، ولا يطففون
الموازين، أما الذين لا يفعلون ذلك؛ فهم متناقضون لدرجة لا يمكن تصورها، حيث أنهم
يمدحون شخصا بما يذمون به غيره، وهذا ما أدى إلى انفصام في شخصية من يحاول إقناع
عقله بالمتناقضات.. ففي الوقت الذي يزعمون فيه أن الإسلام دين رحمة، يقدمون
للتعريف به كل أنواع الوحشية والقسوة التي ورثوها من الشخصيات التي عاشوا حياتهم
كلها يدافعون عن جرائمها.
يقول نفس الكاتب
معلقا على تلك الجرائم الثقافية التي ارتكبها صلاح الدين: (لا يمكن تبرير وتجميل
وتقديس كل ذاك القتل والإجرام والتدمير والحرق والسحل والهمجية وزهق الأرواح لأي
كان وتحت أية ذريعة، ولا يمكن النظر إليه، وفق مبدأ وحدة المعايير القيمية
والأخلاقية، إلا وفق إجرام متأصل ونفوس مأزومة ومنحرفة وشاذة ومريضة عندها عشق
غريب لرائحة الدم ونزوع فطري وشبق حسي لسماع أنين الأرواح المزهوقة والنفوس
المسحوقة، ولا يجب استثناء أي كان منها، وإلا لوجب علينا أيضاً تصديق مزاعم
ومبررات كل القتلة والسفاحين ومجرمي الحرب الكبار في التاريخ من قابيل وحتى
ميلوزوفيتش) [2]
وفوق ذلك كله
قام صلاح الدين بإحياء سنة قتل المفكرين والفلاسفة والباحثين الذين يختلف معهم،
ولذلك نال اهتماما من السلفيين والحركيين الذين لا يؤلمهم شيء، كما تؤلمهم الحرية
الفكرية، وقد قال بعض هؤلاء يشيد بجرائمه في هذا المجال في مقال تحت عنوان [صلاح
الدين يقتل السهرَوردي الزنديق]: (لصلاح الدين الأيوبي الكثير من الأعمال والفضائل
منها ما هو عسكري، ومنها ما هو ديني وثقافي، وغير ذلك، وإذا كانت