اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 288
المجوسية متعاونة مع اليهودية
والنصرانية والله المستعان)[1]
وهكذا قال آخر، ليس في كتاب
تاريخي، وإنما في كتاب يتحدث عن الشيعة والتشيع، متغافلا عن كل أولئك الخانعين
الذين سلموا بغداد إلى هولاكو، وكأنهم دمى لا عقول لها، واكتفى بنسبة التهمة فقط
إلى ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي، فقال: (لقد وصلت الأمة الإسلامية في أواخر
الخلافة العباسية إلى حالة من الضعف والهوان، وتكالبت عليها الأكلة، وكان جيش
المغول أكبر خطر كاد أن يقضي على الأمة الإسلامية ويستبيح بيضتها، لولا لطف الله..
فقد اجتاحت جيوشهم العالم الإسلامي من شرق آسيا حتى وصلوا إلى بغداد، وملؤوا
القلوب رعبا والبلدان دماء، ومسحوا مدنا كاملة عن آخرها.. لكن بقيت بغداد معقل
الخلافة، ومعقر العالم الإسلامي.. وهنا لعب هذين الرجلين أكبر دور في هذه الهزيمة،
وسجَّلا أعظم خيانة لطخت أيادي الشيعة بالدماء، قبل أن تلطخ جبين الأمة الإسلامية
بالعار، إلى اليوم، فقد كان الطوسي وزيرا لهولاكو قائد التتر، وجاء معه في جيشه،
وكان مقربا ومستشارا، فأشار عليه بقتل الخليفة وقتل أهل بغداد جميعا، بينما هيأ
الوزير الشيعي ابن العلقمي الظروف من الداخل، فسرح الجيوش، متعللا بعدم الحاجة
إليهم، حتى بلغوا من القلة والذلة والضعف إلى حد أنه لم يبق منهم إلا عشرة آلاف،
مستغلاً ضعف الخليفة وانشغاله بالشهوات، وكان في خلال ذلك يكاتب المغول ليهون
عليهم شأن الخلافة ويشرح لهم الحال، ويدلهم على العورات) [2]
وهكذا قال آخر: (ففي سنة 656 هـ
أي قبل ولادة الطوفي بعام واحد تقريبا تعرضت دار الخلافة بغداد لهجوم التتار الذي
غير معالمها وجمالها وبهاءها، وألبسها ثوب الحزن