اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 278
الخمور من الشرق وأوروبا، وفي
سعيه الحثيث لنشر الخمور بالسلطنة راح يقدمها هدايا لرجال دولته، وعرف الفاسدون
ولعه بالخمر فقدموا له منها أجود الأنواع الفرنسية، وأصبح سقاة الخمر الأكثر
تواجدا في القصر العثماني، فكانوا يملأون ويوزعون الأقداح بحرية وعلانية على
الأمراء والضيوف في حفلات القصر الماجنة)[1]
ولم يكتف السلطان بذلك، بل إنه
(خصص مخازن للخمور بالمعسكرات ووزع عليهم حصصا أسبوعية من النبيذ مجانا، فأصبحت
الجيوش العثمانية بؤرة للفساد الأخلاقي وضعفت همتها، فهجموا على القرى والمدن
ليمارسوا عمليات نهب وسلب الممتلكات ثم باعوها ليشتروا بثمنها الخمور، وعانت
الولايات العثمانية من مجونهم بعد أن عاثوا في الأرض فسادا وهتكوا أعراض النساء)[2]
وقد كانت النتيجة التي آل إليها
حال هذا السلطان كما يذكر المؤرخون هي أنه بعد انغماسه وجنده في حياة الخلاعة،
تحركت جيوش تيمور لنك بهدف إعادة إحياء إمبراطورية المغول، فأطاح الغازي الأزوبكي
بدول الشرق واقترب من حدود الدولة العثمانية، ولم يهتم بايزيد بالاستعداد الكافي،
وتخيل قدرته على قهر غازي الشرق الذي انسحبت من أمامه قوات سلطان مصر والشام، لكن
خياله خانه، إذ أن جيشه مني بهزيمة ساحقة، أما هو، فـ (لم يكتف القائد المغولي
تيمورلنك بهزيمته والقضاء على جيشه، بل أسره في قفص حديد وضعه داخل قصره، ليجبره
على أن يشاهد زوجته دسبينا خاتون مجرد جارية عارية تقدم الطعام والشراب، وترقص
أمام الجميع فمات غما وكمدا عليها في العام 1403م)[3]
هذا مجرد مثال اخترناه من
الأمثلة الكثيرة، والتي تبين حقيقة المجد المزيف الذي