اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 263
في أفريقية لما ولي القضاء بها
سحنون بن سعيد، ثم نشأ الناس على ما انتشر)[1]
وهكذا يقال في الدولة العثمانية
التي تبنت المذهب الحنفي، فقد كان المذهب الرسمي لها، ولهذا لا تزال دول كثيرة
تعتمد هذا المذهب في أحوالها الشخصية تأثراً بالفترة العثمانية السالفة، والتي
امتدت من عام (699 هـ إلى 1342 هـ - 1299 م إلى 1924 م)
والأمثلة على ذلك أكثر من أن
نحصرها فيما ذكرنا، والعجيب أن السلفية أنفسهم يقرون بذلك، ولهذا سأنقل بعض
الشواهد من بعضهم، وهو من الغارقين في مستنقع الطائفية حتى النخاع، فقد ذكر في
كتابه [التعصب المذهبي في التاريخ الإسلامي خلال العصر الإسلامي] الكثير من
الأمثلة على الدور السياسي في نشر المذاهب الفقهية.
وسننقل نص ما قاله بطوله، حتى
يعرف الطائفيون مدى ازدواجية المعايير التي يتعاملون بها، فقد قال: (كانت معظم
الدول الإسلامية التي شهدها العصر الإسلامي متمذهبة متعصبة للمذاهب التي تبنتّها،
مع اختلاف درجة التعصب من دولة لأخرى، فالدولة العباسية اتخذت الفقه المذهب الحنفي
مذهبا رسميا لها وانتصرت له، لكنها في أصول الدين لم تتبن مذهبا معينا لها، وإنما
كانت تنتصر للمذهب الذي يتبناه خليفة الوقت، ففي زمن الخليفة المأمون والمعتصم
والواثق (198-232هـ)، كانت متعصبة لمذهب المعتزلة تعصبا سافرا، اضطهدت من أجله
معارضيها بلا شفقة، وفي عهد الخليفتين القادر بالله (381-422هـ) وابنه القائم بأمر
الله (422-567هـ)، كانت على مذهب الحنابلة وأهل الحديث في الأصول، فتعصّبت له
وضيّقت على معارضيه، ولكنها في زمن الوزير السلجوقي نظام الملك(ت 485هـ) وبتأثير
منه انتصرت للمذهب الأشعري وضيقت على خُصومه.. ومنها أيضا الدولة الأيوبية بمصر
والشام واليمن (569-648هـ)، تمذهبت في