اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 256
وسبب ذلك هو أن البريطانيين
وعدوا عرب الجزيرة بأنهم إذا وقفوا مع انجلترا في هذه الحرب ضد الخلافة العثمانية
(ستضمن انجلترا عدم حدوث تدخل داخل شبه الجزيرة العربية، وستقدم للعرب كل مساعدة
ضد العدوان الخارجي.. وكان ريجينالد وينغنيت ـ المندوب السامي البريطاني في مصر ـ
يؤمن بتحريض القبائل في شبه الجزيرة العربية لمصلحة بريطانيا، وكان يحث على عامل
فوري منذ بداية الحرب بهدف إغراء العرب بالابتعاد عن الدولة العثمانية وقد كتب
بتاريخ 14 / 1 / 1915م إلى كلايتون قائلا: أخشى أن يكون العمل البريطاني قد تأخر
طويلا حتى إني بدأت أشك في إمكانية نجاحنا الآن في فصل العرب عن العثمانيين)[1]
وقد رد مبارك بتاريخ 18/ 8 سنة
1914م على خطاب الوكيل السياسي البريطاني الذي أخبره باندلاع الحرب برسالة جاء
فيها: (وإني معكم ومعي جميع العشائر الذين رأيتموهم، وبكل اجتهادنا ورجالنا وسفننا
تحت أمركم)
وهكذا تحالفوا مع ابن سعود بشكل
مباشر لمواجهة الدولة العثمانية على أرضها، وعلى يد موظفيها في الجزيرة العربية،
فأرسلت في شهر نوفمبر من السنة نفسها [الكابتن شكسبير] في مهمة سرية إلى ابن سعود
للاتصال به شخصيا، ومرافقته للتأثير عليه ليقف مع الحلفاء، كما استخدمت مبارك
الصباح أيضا لتحقيق هذا الغرض، وقد قام مبارك بإرسال رسالة بإملاء من الوكيل
السياسي في الكويت إلى ابن سعود قال فيها: (إن الدولة البهية - بريطانيا - تبغي
منا ومنكم المساعدة الكاملة للتأثير في أصدقائنا وعشائرنا والقبائل التابعة لنا،
وأن نعرّف شريف مكة وابن شعلان بغواية الدولة الجرمانية، وسترسل الدولة لكم
الكابتن شكسبير المعروف عند العرب جميعا حتى يعرفكم بمقاصد الدولة البهية ونياتها،
[1]
العلاقات بين الكويت ونجد 153-157، وتاريخ الكويت لخزعل 2/153-156.
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 256