اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 23
وزيره؛ فهرب
هؤلاء إلى القاهرة مستنجدين بالعزيز عثمان الذي رفعهم وأعزهم، فالتفوا من حوله،
واعترفوا به زعيمًا على الأيوبيين)[1]
وهكذا ذكر كل
المؤرخين تلك الجرائم التي حصلت في جميع البلاد الإسلامية بسبب تنافس الأسرة
الأيوبية على الحكم، اقتداء منها بسنة صلاح الدين، وما قام به من حروب لأجل
السلطة.
ومن الأمثلة على ذلك الصراع الذي راح فيه عشرات آلاف من قتلى المسلمين،
ما عبر عنه المقريزي بقوله: (وتنكر ما بينه [يعني الملك العزيز عماد الدين أبو
الفتح عثمان] وبين أخيه الأفضل، فسار من مصر لمحاربته، وحصره بدمشق، فدخل بينهما
العادل أبو بكر، حتى عاد العزيز إلى مصر على صلح فيه دخل، فلم يتم ذلك، وتوحّش ما
بينهما، وخرج العزيز ثانياً إلى دمشق، فدبّر عليه عمّه العادل حتى كاد أن يزول
ملكه وعاد خائفاً، فسار إليه الأفضل والعادل حتى نزلا بلبيس، فجرت أمور آلت إلى
الصلح، وأقام العادل مع العزيز بمصر، وعاد الأفضل إلى مملكته بدمشق، فقام العادل
بتدبير أمور الدولة، وخرج بالعزيز لمحاربة الأفضل، فحصراه بدمشق حتى أخذاها منه
بعد حروب، وبعثاه إلى صرخد، وعاد العزيز إلى مصر، وأقام العادل بدمشق حتى مات
العزيز في ليلة العشرين من محرّم سنة خمس وتسعين وخمسمائة، عن سبع وعشرين سنة
وأشهر، منها مدّة سلطنته بعد أبيه ست سنين تنقص شهراً واحداً، فأقيم بعده ابنه
السلطان الملك المنصور ناصر الدين محمد، وعمره تسع سنين وأشهر بعهد من أبيه، وقام
بأمور الدولة بهاء الدين قراقوش الأسدي الأتابك، فاختلف عليه أمراء الدولة،
وكاتبوا الملك الأفضل علي بن صلاح الدين، فقدم من صرخد في خامس ربيع الأوّل،
فاستولى على الأمور، ولم يبق للمنصور معه سوى الاسم،