responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 198

لكنك إن سألته عن الدولة العثمانية؛ فسيجيبك عنها، وربما يخبرك عن علاقه أجداده بها.. فلا يمكن لأحد يسكن هذه البلاد العربية الواسعة ألا يكون له معرفة بالعثمانيين، ذلك أن دولتهم لم تكن دولة قاصرة على مناطق محدودة، وإنما كانت دولة ممتدة، قضت جميع الفترات التي أتيحت لها في التوسع، ليس في أوروبا فحسب، وإنما في العالم العربي والإسلامي جميعا، وقد كان ذلك التوسع الذي اعتمدت فيه التمدد الأفقي لا العمودي سبب انهيارها، لأنه لا يمكن لدولة أن تهتم بما اهتمت به إلا سقطت.

لذلك كانت الدولة العثمانية مثالا لذلك الحرص والشره الذي أخبر عنه رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم عندما قال: (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب)[1]

والتاريخ يذكر أن الصراع الذي حصل بين الصفويين والعثمانيين لم يكن له من سبب سوى شهية العثمانيين للتمدد، ذلك أنهم حاولوا أن يقضوا على كل الدول التي تحكم العالم الإسلامي ليبقى الحكم وحده لهم، لكنهم اصطدموا بالصفويين الذين رفضوا أن يسلموا لهم مفاتيح بلادهم.

وكان الأجدى بأولئك الإسلاميين الذين يصورون الصفويين بصورة الظالمين للعثمانيين أن يسألوا التاريخ ومصادره عن مصدر الظلم، وهل كان الشره العثماني للتسلط، والذي جر الويلات إلى جميع البلاد الإسلامية، أم دفاع الصفويين عن أنفسهم، وعن ملكهم.

ونحن كما ذكرنا لا نؤمن بأي حكم ملكي، لكنا في نفس الوقت نفرق بين الطغاة الكبار والطغاة الصغار، فلا يصح لمؤمن يعرف موازين الله الدقيقة أن يضع من تسبب في


[1] البخاري (6437) ومسلم (1049)

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست