responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 140

الإسلام، وبقيت أوروبا إلى اليوم تلعن ذلك اليوم الذي رأت فيه أولئك المسلمين الذين كانوا حجابا بينها وبين الحق.

لذلك كنت أدعو كل حين إخواني من المسلمين إلى الاعتذار إلى الأوروبيين على تدنيس جيوشنا لأرضهم، وقتلنا لشعبهم.. لكن المغرّر بهم والمخدوعين، كانوا يجيبونني بغضب قائلين: هل نسيت حضارة الإسلام في الأندلس؟.. وهل نسيت دورنا في تربية أوروبا وتطويرها من خلال فتحنا للأندلس؟

وأنا أعجب من هذه الإجابة، لأنها تؤكد لي أن ما حصل في الأندلس لم يكن فتحا، وإنما كان نوعا بغيضا من أنواع الاستعمار، ذلك أن المستعمر نفسه يردد نفس الكلمات؛ فعندما يطالب الجزائريون المستعمر الفرنسي بالاعتذار والتعويض يذكر لهم أنهم كانوا متخلفين، وأنه كان السبب في تطويرهم، بدليل ما تركه من عمران.

وكذلك نحن نقول للأندلسيين: أنسيتم قصر الزهراء، وجدرانه من المرمر المزين بالذهب.. ذلك الذي وضعت في جوانبه التماثيل والصور البديعة، والذي يوجد في كل جانب من جوانبه الأبواب المصنوعة من العاج والأبنوس المرصع بالذهب والجوهر؟

ونذكر لهم قصر الحمراء بغرناطة، والذي بناه الملك أبو عبد الله محمد الأول، المعروف باسم ابن الأحمر في آخر معاقل المسلمين بالأندلس، مملكة غرناطة، خلال النصف الأخير من القرن العاشر الميلادي، والذي يعد ـ كما تذكرنا كتبنا ـ معلمة فنية شاهدة على عظمة فن العمارة الإسلامي، حتى أنه لُقِّب باسم [عليل النفوس]

وننسى أن نذكر لهم ماذا كان يملأ تلك القصور من كل أنواع الموبقات، التي غلفت بغلاف الإسلام، والفتح الإسلامي.. وننسى أن نذكر لهم الجماجم التي سقطت وهي تحمي تلك القصور الممتلئة بكل أنواع الاستبداد.

فهل ذهب المسلمون للأندلس ليبنوا القصور؟.. أم ذهبوا إلى هناك لتخليصهم من

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست