قال المعلم: هذه سنة
الله في التعامل مع أمثال هؤلاء.. وما هذه الرغوات إلا جند من جند الله.
قلت: فإن اكتشفوا
علاجها.
قال: جاءهم من جند
الله من يقوم مقامها حتى يرجعوا، ألم يقل الله تعالى:﴿ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ
وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا
وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ﴾(الأعراف:133)
قلت: ولم لا يرسل
عليهم العذاب دفعة واحدة؟
قال: إن الله تعالى
بلطفه لا ينزل بلاءه الذي يربي به عباده دفعة واحدة، بل يرسله دفعات مختلفة حتى
ينتبهوا ويتأدبوا.. ألم تقرأ ما ورد في تفسير تلك الآيات؟
قلت: بلى.. فقد روي
عن ابن عباس قال: لما أتى موسى u فرعون قال له: أرسل معي
بني إسرائيل، فأرسل اللّه عليهم الطوفان وهوالمطر، فصب عليهم منه شيئاً خافوا أن
يكون عذاباً، فقالوا لموسى: ادع لنا ربك يكشف عنا المطر فنؤمن لك ونرسل معك بني
إسرائيل، فدعا ربه فلم يؤمنوا ولم يرسلوا معه بني إسرائيل، فأنبت لهم في تلك السنة
شيئاً لم ينبته قبل ذلك من الزروع والثمار والكلأ، فقالوا: هذا ما كنا نتمنى،
فأرسل اللّه عليهم الجراد فسلّطه على الكلأ، فلما رأوا أثره في الكلأ عرفوا أنه لا
يبقي الزرع، فقالوا: يا موسى ادع لنا ربك فيكشف عنا الجراد فنؤمن لك ونرسل معك بني
إسرائيل، فدعا ربه فكشف عنهم الجراد، فلم يؤمنوا ولم يرسلوا معه بني إسرائيل،
فداسوا وأحرزوا في البيوت فقالوا قد أحرزنا، فأرسل اللّه عليهم القمل وهو(السوس)
الذي يخرج منه، فكان الرجل يخرج عشرة أجربة إلى الرحى فلا يرد منها إلا ثلاثة
أقفزة، فقالوا: يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنا القمل فنؤمن لك ونرسل معك بني
إسرائيل، فبينما هو جالس عند فرعون إذ سمع نقيق ضفدع، فقال لفرعون: ما تلقى أنت