قال: لا تكتمل
العافية إلا بتحصين الجسم من جميع ثغراته.. أرأيت لوأن حصنا منيعا التف الأعدء به
من كل ناحية، وكانت أبوابه موصدة جميعا، لكن بابا من أبوابه فتح لدخول الأعداء،
ولم يلق أي مقاومة، هل سيبقى الحصن منيعا؟
قلت: لا.. سيستعمر
هذا الحصن لا محالة، وسيسبى أهله، أو يقتلون.
قال: فكذلك حصن
الجسم.. لا يكفي أن تحصنه من جهة، وتترك الرياح والأعاصير تعبث به من جهات أخرى.
اقتربنا من الرجل،
فسمعناه سائلا يقول له: الأمراض العصبية والنفسية تنتشر في عصرنا انتشارا شديدا
متفاقما، فما أسباب ذلك؟
قال: إن من الأسباب
الرئيسية لهذه الأمراض الشعور بالإثم والخطيئة والحقد والقلق والكبت والتردد والشك
والغيرة والأثرة والسأم.. ومما يؤسف له أن كثيراً ممن يشتغلون بالعلاج النفسي قد
ينجحون في تقصي أسباب الاضطراب النفسي الذي يسبب المرض، ولكنهم يفشلون في معالجة
هذه الاضطرابات لأنهم لا يلجأون في علاجها إلى بث الإيمان بالله في نفوس هؤلاء
المرضى.
ونحب فوق ذلك أن
نتساءل عن هذه الاضطرابات الانفعالية والعوامل التي تسبب تلك الأمراض، إنها هي
ذاتها الاضطرابات التي جاءت الأديان لكي تعمل على تحريرنا منها.
فقد علم الله بقدرته
وحكمته حاجاتنا النفسية ودبر لها العلاج الكامل، وقد وصف الأخصائيون النفسيون
القفل الذي يغلق باب الصحة، وآتانا الله المفتاح الذي يفتح هذا الباب، ولا يمكن أن
يقودنا التخبط الأعمى إلى فتح هذا القفل المعقد، بل إنه لا يستطيع أن يمدنا
بالمفتاح الذي يفتح باب الروح الإنسانية، فالله وحده هو الذي يستطيع أن يهدينا
طريق