قال: لا.. لا يشترط
أن تأتي عن طريق الخوارق، فالله يعاقب بسننه التي نظم بها الكون.
قلت: اشرح لي هذا.
أمسك بيدي شخص وقور
أظنه يعمل طبيبا في مدائن السلام، وقال لي برقة: أنا معاصر لك، وأعلم كثيرا مما
يدور في خلدك.. إن دلائل هذا في الواقع منتشرة، تدل عليها البحوث العلمية، وتزيد
في توثيقها الإحصاءت الدقيقة، وتزيد في تأكيدها التجربة والمعايشة.
قلت: فاضرب لي مثالا
على ذلك.
قال: سأضرب لك مثالا
بسيطا قد يعتبره نفر من قومي وقومك بأنه من القشور التي لا يصح الحديث عنها.
قلت: كثير من
الأشياء يعتبرها قومي كذلك.. ولو أني طبعت على حب أكل القشور، كما أحب أكل اللباب.
قال: لقد نهى a عن النفخ في الشراب والطعام.
قلت: أجل.. لقد وردت
أحاديث كثيرة في هذا تدل على أهمية المسألة.
قال: أتدري ما عاقبة
التفريط في تطبيق هذا النهي الشرعي مع بساطته مقارنة بالأحكام الأخرى.
قلت: لا.. ولا أظن
الأمر له عواقب خطيرة.
قال: لقد تسبب
التفريط في هذا إلى في حدوث أو بئة خطيرة، فقد أجرى بعض الباحثين دراسة على درن[1] الأمعاء في السودان، فوجدوا أن السبب الرئيسي لدرن
الأمعاء في السودان هو جرثومة الدرن الإنسانية، بعكس ما هو معروف عالميا من أن
السبب هو الجرثومة الدرنية البقرية.
[1] يعتبر الدرن من الأمراض الشائعة في بعض الدول الإسلامية،
وهو ينتقل عن طريق الهواء.