سألت المعلم عنهما،
فقال: هذان البابان يحويان العلاج مما ينبغي الفرار منه من الذنوب المؤثر على
العافية.
قلت: أوراء تلك
الأبواب أطباء يعالجون الذنوب؟
قال: أجل.
قلت: هل يسقى المريض
فيها ما يجعله بريئا من الذنوب كيوم ولدته أمه؟
قال: لا.. بل يعطى
من الحقائق والعلم، ممزوجا بالتربية والتمرين ما يقلع منه أصول المعاصي وفروعها..
ألستم تجعلون في مستشفياتكم محال لتمرين المرضى وتأهيلهم للحياة الصحية؟
قلت: بلى.. فبعض
الأمراض تستدعي ذلك؟
قال: فكذلك رأت
إدارة هذا القسم أن أكثر الأمراض ناشئة عن الانحرافات الخلقية، فلذلك جعلت هذا
القسم الخاص بالوقاية منها.
قلت: وبذلك يتقون كل
العلل التي تنبع من هذه الانحرافات.
قال: أجل.. فالوقاية
خير من العلاج.
قلت: ولكن الذنوب
كثيرة جدا لا تكاد تحصى، فلم وضع لها قسمان فقط؟
قال: هذان القسمان
يحويان أصول الذنوب.
قلت: فما هما؟
قال: اجتناب الإثم،
واجتناب العدوان، فكلاهما مما وردت النصوص بوجوب اجتنابه، قال تعالى منكرا على من اتصف بالإثم
والعدوان:﴿ وَتَرَى كَثِيراً
مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ
لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (المائدة:62)، وقال تعالى:﴿ تَظَاهَرُونَ
عَلَيْهِمْ بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ (البقرة:85)، وقال تعالى:﴿ وَيَتَنَاجَوْنَ
بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَان﴾ (المجادلة:8)