قال: لأن سهرهم يحول
بينهم وبين ذلك.. فهم يقلبون موازين الكون من حيث لا يشعرون.. ينامون وقت اليقظة،
ويستيقظون وقت النوم.
التفت لأحد
الحاضرين، وقال: حدثه عما ورد في النصوص من الأمر بالتبكير والتحذير من التأخير.
اقترب مني أحد
المستمعين، يظهر عليه وقار المحدثين، وقال: لقد ورد في النصوص الكثيرة الحض على
التبكير، فقد قال a:(اللهم بارك لأمتي في بكررها)[1]، وكان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إذا بعث سرية بعثها أو ل النهار.
قلت: التبكير شيء اعتباري، فمنا من يستيقظ وقت الضحى، ثم
يزعم أنه بكر.
قال: ذلك تبكير المفاليس، أما تبكير المؤمنين، فيبدأ من الفجر،
ألم تقرأ ما ورد في النصوص من الترغيب في صلاة الفجر في وقتها، والتحذير من
تأخيرها عن وقتها؟
قلت: بلى، فقد قال a:( من صلّى الصبح في جماعة فكأنما صلّى الليل كله)[2]، وقال a:(من صلّى الفجر
فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته) ومعنى في ذمة الله: أي في حفظه
وكلاءته سبحانه وتعالى.
بل اعتبر a صلاة الصبح أفضل الصلوات، فقال:(من صلّى البردين دخل الجنة)[3]، والبردان الفجر والعصر.
قال: بل ورد ما هو
أخطر من ذلك، فقد قال a:(أثقل الصلاة على
المنافقين صلاة