أولا ـ حصن الاستقامة
قصدنا الحصن الأول، وقد كتب على بابه بحروف من نور قوله تعالى:﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ (الذريات:50)
قلت للمعلم: ما علاقة هذه الآية بهذا الحصن؟
قال: الله تعالى يأمر عباده باللجوء إليه والاعتماد عليه في أمورهم.
قلت: وقد قرن ذلك بالتحذير والإنذار ليدل على خطورة عدم الفرار إلى الله، وعدم اللجوء إليه.. ولكن ما علاقة ذلك بهذا القسم؟
قال: أليست الصحة والعافية نعمة؟
قلت: بلى، وقد عرفنا ذلك.. وهي نعمة لا تقدر بثمن.
قال: بل قرنها a بنعمة اليقين والإيمان، فقال a:(سلوا الله العفووالعافية، فإن أحد لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية)[1]
قلت: وأخبر a عن كون الصحة نعمة عظيمة لا يلتفت إلى قيمتها كثير من الناس، فقال: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)[2]
قال: فقد عرفت إذن؟
قلت: وما عرفت؟ لم أعرف إلا أن الصحة نعمة.. وتلك معلومة قديمة سبق أن تحدثنا عنها.
قال: ألم يجعل الله تعالى للنعم حصونا تحميها، ومعاقل تحفظها؟
قلت: أجل..
[1] أحمد والترمذي.
[2] البخاري.