سرت مع المعلم في
أرجاء القاعة الممتلئة بالخبراء والفقهاء، اقتربت من رجل يتكلم بحماسة، وقد علق
خلفه قوله a:(من غشنا فليس منا)[1]، فسمعته يقول: أتدرون لم قال a هذا الحديث؟
قال أحدهم: أجل، فقد
مر a ذات يوم على رجل يبيع طعاما، فوضع a كفه الشريفة أسفل منه، فوجده مبلولا، فسأل البائع عن ذلك
فقال: أصابته السماء (أي المطر)، فقال a:(من غشنا فليس
منا)[2]
قال: أتدرون لم نهى a عن بيع الغرر؟
قال أحدهم: أجل.. لأن ظاهره يغري
المشتري، ولكن باطنه المجهول يؤذيه.
قال: إذا عرفتم هذا،
فاعلموا أن الغذاء من أكثر المواد عرضة للفساد، وذلك لما يحتويه من الرطوبة
والعناصر الغذائية اللازمة لنمو الأحياء الدقيقة، فلذلك يتطلب تخزينا جيدا، وفي
ظروف جيدة.. ويتطلب إلى جانب ذلك الحفاظ على أصالته وعدم تدنيسها بما لا يتوافق
معه.
قالوا: فاشرح لنا
هذا.. أو بين لنا كيف نتقيه؟
قال: ليتني أستطيع
أن أفعل ذلك.
قالوا: وما الذي
منعك منه؟
قال: إن ابتغاء
الخبيث من الكسب جر الخبث إلى الطعام، ولا يمكن إحصاء تفاصيل ذلك.