الروح، فهو فاعل للصحة وحافظ إياها.. فإذا تغير، فعل ضد فعله)
وفصل في ذلك، فقال ـ انطلاقا من معارف عصره ـ:(الهواء الجيد في
الجوهر، هو الهواء الذي ليس يخالطه من الأبخرة والأدخنة شيء غريب، وهو مكشوف
للسماء غير محقون بين الجدران والسقوف، اللهم إلا في حال ما يصيب الهواء فساد عام،
فيكون المكشوف أقتل له من المغموم وا لمحجوب)
أتدرون المخاطر التي يحملها الهواء الذي يعبث به المبتدعة؟
قالوا بصوت واحد مستغربين: لا..
قال: هذا مشكل بدأ يتفاقم بعد الثورة الصناعية، وما جلبته من دمار،
حيث صارت كثير من المدن الكبرى معرضة لجو خانق فظيع، ومازال تلوث المدن في ازدياد
مستمر،، لاسيما بفعل وسائل النقل من سيارات وشاحنات تنفث عوادمها أكثر من نصف (56
بالمائة) ما يدنس الهواء، ثم من طائرات وقطارات وبواخر في أماكن وجودها.
ويلي وسائل النقل في الأهمية مصادر الاحتراق الأخرى الثابتة مثل
محطات توليد الطاقة الكهربائية وأجهزة التسخين (22 بالمائة)، تليها المصانع
المختلفة (15 بالمائة) ثم حرائق الغابات ومحاصيل المزارع (5 بالمائة) ثم محاصيل
ترميد الفضلات الصلبة (2 بالمائة).
قال أحد الحاضرين: فما هذه العناصر الغريبة التي تريد مسخ فطرة
الهواء؟
قال: بكل أسف.. هي كثيرة.. ولكن أهمها ستة: أول أكسيد الكربون،
والجسيمات المعلقة، وأكاسيد الكبريت، والهدروكربونيات الغازية، وأكاسيد النتروجين،
والأوزون.
ويقدر ما ينطلق، في الهواء فوق الولايات المتحدة وحدها من هذه
الأصناف بمئة وأربعة وتسعين مليون طن متري.. وثمة صنف سابع من المدنسات يضم المواد
السامة الخطرة التي تنفثها في الهواء بعض المصانع لخاصة.