قال السائل: وما علاقتك أنت بهذا.. هذه مسائل فقهاء لا مسائل أطباء.
قال الفقيه: لقد عرفنا المسألة في الفقه.. فبقي قول الطب.. فإن رأى
الطبيب في هذا مصلحة شرعية تحفظ الصحة سلمنا لقوله.. فالمصالح أمر معتبر في
الشريعة.
قال الطبيب: لا.. بالعكس.. فقد جر التطبيق السيئ لهذه العادة إلى
آثار شديدة الضرر على الصحة، بل لقد عاد الأمر إلى الجاهلية الأولى جاهلية
الفراعنة القدماء.
قال السائل: الفراعنة القدماء؟!
قال الطبيب: نعم، فقد كانت عادة الخفاض الفرعوني عند الفراعنة
القدماء، وبالأخص في عصر رمسيس قبل الميلاد بأكثر من ألف سنة، ودخلت على السودان
من طريق الفتوحات الفرعونية على بلاد النوبة، كما أن ملوك بلاد النوبة قد استولوا
على مصر، فانتشرت عادة الخفاض الفرعونى في وادي النيل.
وهو يمارس الآن في السودان والصومال وكينيا وأجزاء من أندونيسيا.
وقد دلل المسح الديموغرافي الصادر عن منظمة الصحة العالمية أن مليوني
فتاة في العالم يخضعن لعمليات الختان سنوياً، وتقول التقارير أن هناك نحو138 مليون
فتاة وامرأة، في 28 دولة أفريقية وبعض بلدان آسيا والشرق الأوسط، شوهت أعضاءهن
التناسلية، وبدرجات متفاوتة، وبحسب منظمة العفو الدولية تحتل مصر الصدارة، بمعدل
97 بالمائة، في قائمة تلك الدول.
أتدرون ما آثار هذا الخفاض على الصحة
الجسدية والنفسية؟!
قالوا: لا.. فما هي آثاره؟
قال الطبيب: أول أثر هو الصدمة الجراحية: وهي صدمة الانخفاض المفاجىء في وظائفه
الجسم جميعها، أما الصدمة الخارجية فتنتج غالباً من الجراحة بدون تخدير، وهذا ما
يحدث في الخفاض الفرعوني، وربما يودي هذا بحياة البنت نتيجة للانخفاض الشديد في