فإن الجسم يستنفد أنسجته الأقل أهمية في إصلاح الأنسجة الأكثر أهمية.
انتقلنا إلى طبيب آخر، فسمعناه يقول: لقد أكدت الدراسات الطبية أن
المخ أثناء الصيام يفرز مادة الفيلادين ومادة الأندوفرين اللتين تعملان على ضبط
الأعصاب واستعادة توازنها، وتهدئة الإنسان دون الاستعانة بالمهدئات.
وبالإضافة إلى هذا، فإن الصوم يضبط الساعة البيولوجية للجسم، ويُعود
المعدة على مواعيد الطعام المنتظمة في الإفطار والسحور، مما يريح الجهاز الهضمي،
ويعين المعدة على تجديد إفرازاتها الهاضمة، أما نسبتا السكر والكوليسترول فإن
الصوم خير وسيلة لضبطهما.
انتقلنا إلى طبيب آخر[1]، فسمعناه يقول: تنقسم أمراض
المخ والأعصاب إلى قسمين: أمراض عصبية مثل الجلطة والأورام؟ وأمراض نفسية مثل
القلق والاكتئاب وأنواع الجنون، والصوم ليس له تأثير مباشر على أمراض المخ
والأعصاب بشقيها، ولكن هناك تأثيرات غير مباشرة، فالمريض بجلطة المخ قد تتحسن
حالته الصحية إذا صام لأن الصوم يقلل نسبة الدهون في الدم، ومن ثم تنخفض نسبة تصلب
الشرايين المسببة للجلطة.
سأله أحد المرضى: وما دور الصوم في علاج الأمراض النفسية؟
فأجاب: هي تنقسم إلى قسمين: أمراض عقلية كأنواع الجنون المختلفة،
وهنا يسقط التكليف بالصوم عن المصاب بها، وأمراض عصبية مثل القلق النفسى
والاكتئاب، ويستحب الصوم لهؤلاء لأن الصوم يحسن الحالة النفسية، ويجعلهم أكثر
تجاوباً مع العلاج.
انتقلنا إلى طبيب آخر[2]، فسمعناه يقول:.. والمريض بقرحة
المعدة يستحب له الصوم، لأن كمية الطعام الزائدة تؤدي بدورها إلى زيادة إفراز
الحمض الذي يؤدي بدوره إلى زيادة تآكل الطبقة المخاطية المبطنة لجدار المعدة إذا
لم يأخذ المريض العلاج المناسب المضاد لهذا
[1] الدكتور صادق محمد حلمى ـ دكتوراه في المخ والأعصاب ـ
[2] الدكتور عماد عبد الله مرزوق ـ أخصائي الأمراض الباطنية
بقرحة المعدة ـ